انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع وبغيت ألمّه ياسليمان وازريت بيت من قصيدة للشاعر القديم بديوي الوقداني قد يكون مدخلاً مناسباً للغوص في اعماق السبحة وخرزها المتناثر بعد انتظامه بحبل الأفكار . فهي وسيلة ملهمة للشخص يجمع افكاره المبعثرة ويلملم شتات روحه وهو يشحذ همته للتحضير لفك خيوط مهمة فكرية اثارت قلقه . هكذا ارتبطت السبحة او المسبحة بترتيب الأفكار وربطها وتسلسلها ونسج الخيال الحالم وبناء العالم الأفتراضي في الفضاء النفسي تاريخها يوحي بذلك حتى اصبحت ملازمة للمتلبسين بروح الأبداع فلا تكاد تجد احدهم وهو غارق في تفكيره الا واصابعه تتماهى مع خرزها بحركة لا إرادية كأنها مجاديف تحرك المياة الراكده لتولد الطاقة ويبحر المركب وبينما الهدوء يطفو على سطحه الا ان الاعصار يضرب في الأعماق . من جانب آخر تستخدم السبحة في الخلوة الروحية والتعبد بالذكر والتسبيح وقد أخذت منه اسمها .
"سر ياقلم" فأنت الراوي والكاتب ورئيس التحرير .