التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

خرز المسباح

 انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع  وبغيت ألمّه ياسليمان وازريت  بيت من قصيدة للشاعر القديم بديوي الوقداني قد يكون مدخلاً مناسباً للغوص في اعماق  السبحة وخرزها المتناثر بعد انتظامه بحبل الأفكار . فهي وسيلة ملهمة للشخص يجمع افكاره المبعثرة ويلملم شتات روحه وهو يشحذ همته للتحضير لفك خيوط مهمة فكرية اثارت قلقه . هكذا ارتبطت السبحة او المسبحة بترتيب الأفكار وربطها وتسلسلها ونسج الخيال الحالم وبناء العالم الأفتراضي في الفضاء النفسي تاريخها يوحي بذلك حتى اصبحت ملازمة للمتلبسين بروح الأبداع  فلا تكاد تجد احدهم وهو غارق في تفكيره الا واصابعه تتماهى مع خرزها بحركة  لا إرادية كأنها مجاديف تحرك المياة الراكده لتولد الطاقة ويبحر المركب وبينما الهدوء يطفو على سطحه الا ان الاعصار يضرب في الأعماق . من جانب آخر تستخدم السبحة في الخلوة الروحية والتعبد بالذكر والتسبيح وقد أخذت منه اسمها .

روح الشعر لا تفيض

  انا   لا   ذكرت  " حنيف "  مع  " سحلي   العواي " عرفت  ان   بيت   الشعر   ما   تدفن   امواته  ! بيت   من   قصيدة   للشاعر /  سلطان   الأسيمر   والشاعرين المذكورين هما حنيف بن سعيدان من اعلام الشعر في الجزيرة العربية وعاش تقريباً من عام ١٢٧٠ الى١٣٦١هـ اشتهر بالنقد اللاّذع واصبحت كثير من ابيات قصائده "مضرب مثل". اما سحلي العوّاي فهو شاعر مخضرم عاصر حياة البادية ثم التوطين بعد توحيد المملكة وتوفي في مطلع القرن الجاري وقصائده تجري على الألسن ويغلب عليها نقد التحولات الأجتماعية . لقد ابدع سلطان في استحضارهما كمثالين في خلود المبدعين ولم اقرأ اجمل من توظيفه للبيت الذي يعني به بيت القصيد ويوحي به المنزل بأن اصحابه لا يموتون ويقصد ان الشعراء لا يموت ابداعهم حتى وان رحلوا .

إعادة تشغيل

 نشكو من الغلا ولا زلنا نسرف في الاستخدام ونبذر في غير حاجة ونساوي بالثانويات مع الأساسيات ولا نعترف بالأولويات . لا زلنا مثلاً نقدم المفطح كمظهر اجتماعي رغم انه تشبعنا السفرة المحيطة به ونملأ الدلة من اجل فناجين معدودة ومثلها الابريق من اجل شخص واحد ونرهق انفسنا وميزانيتنا بالأحتفالات الكبيرة دون الأكتفاء بالعائلية ونستخدم السيارة في مشاوير قصيرة جداً رغم ان مشيها صحي . اجتاحتنا كورونا ووفرت اشياء كثيرة لم نشعر بها خفضت المشاوير بالعمل والدراسة عن بعد ووفرت المستلزمات المدرسية وقللت من ذهابنا للمستوصفات الخاصة وشراء العلاج من الصيدليات من اجل اعراض بسيطة مقاومتها تقوي مناعة الجسم . يجب ان نتوقف قليلاً ونعيد ترتيب اوراقنا ونراجع ممارساتنا ونحدث برامجنا  في الحياة ، يجب ان نغمض ثم نفتح اعيننا من جديد .

عتب النخيل

يبدو ان كتابتي عن الأبل والميل لها وقت الأصيل قد اغضب النخيل وآثار غيرتها فحينما اردت ان اجني من احداها رطباً وخزتني بشوكتها بيد اني حاولت ان اتجاهل الوخزة التي تشبه الصعقة الكهربائية وتحاملت على آلمي حتى لفحتني بسعفتها ففهمت غضبها وتفهمت عتبها. لذا وجب علىّ استرضائها والتودد لها لما لا وهي مضرب المثل في العطاء والحلم فحتى حينما ترمى بحجر ترد بتساقط تمرها على من رماها . نعم انها النخلة رمز الجمال والسمو وقد اكرمها الله جل شأنه في ذكرها في مواضع عدة في  كتابه الكريم وتحدث عنها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام  واتخذها وطني الأخضر شعاراً له . ما هذا ايتها النخلة وانتي ملئ السمع والبصر وانتي العقد والنحر ! يقال انه بقدر اهتمامك بالنخلة يأتي عطائها وعكسه الأهمال وتذكرت والدي يرحمه الله المحب للنخيل وهو يتجول بشغف ويمر على كل نخلة ويعطيها من العناية والرعاية ما يشككني انها تشعر وتفهم ! وحينما امازحة على ذلك الأهتمام يرد عليً بأبتسامة خلفها حديث طويل يؤكد ان النخلة تضاعف عطائها لمن يحبها ، وكان قبل وفاته يرحمه الله يوصينا بعد الحرص على الصلاة الاهتمام بنخيله . ولكي اعدل بين الأبل والنخيل فقد ذ

قبيلة النصر

١- النصر نادي غير عادي فهو يحمل شعار الجزيرة العربية ويتوشح بلقب فارس نجد وأنجب اهم رموز الكرة السعودية ماجدعبدالله. هو قصيدة عشق وأهزوجة فرح وإيقونة ولاء وهو قضية يسهر الخلق جرّاها ويختصم فالدوري بلا نصر كطعام بلا ملح . ٢-  ما يزيد النصر توهجاً هو منافسه الشرس الهلال وسواء خسر ذاك او فاز هذا فأن المتعة والحماس وتحريك المشاعر مرهون في لقائاتهما الساخنة ولا اخفي انني لا أتابع من المباريات الا مواجهاتهما وهما خير من يمثل الكرة السعودية ومتابعتهما ممتد أمتداد الخليج والعالم العربي ، اقراء في تويتر مثلاً فأجد عماني يدافع ويمني يشجع ومصري يحلل وحتى كبرى شركات الإمارات حازت على رعايتهما لانهما لم يعدا اندية محلية بل عالمية بروح عربية . ٣- في بيتي هلاليين هم ابنائي أسمح لهم بالتعبير عن حبهم وولائهم  وأعلمهم ادب التنافس وتقبل التعددية وامكانية التعايش بكل حب ووئام. ٤- أعود للعنوان القبلي ! فقد استعرته من مقالة قديمة كتبتها بمناسبة مشاركة ابن عمي الشاعر الكويتي سلطان الأسيمر في مسابقة شاعر المليون وهو صاحب أنشودة " يالعالمي فوق حلق فوق ميعادنا دايم القمّة" وشبهت تفاعل جماهير النصراوية

ما هذا الحب ؟

الأبل من المخلوقات التي امرنا الله ان نتفكر بها فهي مدهشة من كل ابعاد تكوينها بدناً وشعوراً وتملك جاذبية لا متناهية تحن لصاحبها ولمواطن رعيها وتشتاق وتتألم وتسيل مدامعها ٠ سأروي قصة من مزرعتنا بعد ان استوطنتها أبلنا حيث تغيرت  وبلا مبالغة اصبح فيها حيوية لم نعهدها قبلها . ومن الطرائف ان العمالة اخذوا تدريجياً يهتمون بالأبل على حساب اهمال النخيل ولا حظنا ذلك وحاولنا ان نكافح هذا الأهتمام ونتابع معهم التركيز على مهامهم الزراعية ولكن دون جدوى وحينما نضغط عليهم صاروا يهتمون من الزرع ما فيه فائدة للأبل ! وخلال السنين تغيرت جنسيات العمالة ولم يتغير الميول الطاغي للأبل وكلما جاء عامل جديد حاولنا ان ندمجه في عمله الزراعي ثم سرعان ما يجرفه تيار الأبل كأنه نسناس بارد يتخلخل بين سموم يوم قائض . قبل مغيب كل يوم يروّح الراعي بالأبل فيهب عمالة المزرعة متسابقين على استقبالها وخدمتها في متعة وحبور تاركين اعمالهم الرئيسية  وحينما نعيش اللحظة نعذرهم ونتفاعل معهم معتبرين ذلك مكافأة نهاية عمل اليوم. - سبحان الله ، ما هذا السحر ؟