التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف سياسة

السيف أصدق أنباء من الكتب

 الأمس ليس مثل اليوم والغد يسير بخطى تتناسب مع معطياته وما نراه من حراك شبابي في الإعلام الرقمي يتطلب جهد موازي من المنظمات الأقليمية بأن تتخذ موقف حازم يتجاوز التعاطي التقليدي مع قضايا المسلمين وتتبنى أجراءات مؤثرة تلامس الجرح وتحتوي طاقات الجيل وعواطفهم تجاه دينهم وعروبتهم وتوظفها في المسار الذي يدعم حقوقهم في الإطار القانوني فقضية مثل القدس قضية عادلة وتحضى بإهتمام عالمي ولكن محاموها كما وصف الأمير بندر بن سلطان فاشلون لذلك يجب ان تُرى جهوداً تحدث تقدما على أرض الواقع تروي الظمأ وتشبع جوع الذئب العربي الجريح .

التغيير يبدأ منك

 في سؤال من شاب عربي طرحه في احد منصّات النشر الالكتروني وطلب مني اقتراح فعاليات نضال سلمي غير التجمهر فجاءت أجابتي على هذا النحو : أنجع الفعاليات هي اللجوء الى الله والتضرع والدعاء بأن يصلح الله البلاد والعباد.  وان يبدأ الشخص بأصلاح نفسه ويسعى لأن يكون منتج في وطنه إيجابي في مجتمعه قريب من ربه ، قال تعالى : " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بي أنفسهم" . واجد في هذا السؤال وجوابه مدخلاً للحديث عن طموح الشاب العربي ومحاولاته للخروج من واقعه المتراجع وبحثه عن الحلول بعد ان جرّب شتى الطرق التي شتت العالم العربي وزادت من طينه بلّه حتى اصبح المواطن العربي بين خيارات احلاهما أمرّ من الآخر بين سجن وقتل او تهجير ولجوء وكل هذه الكوارث جاءت تحت عناوين رنانة مثل الربيع العربي والمطالبه بالحريات والحقوق غذيت بالخفاء من أطراف خارجية ثم اتخذت ذريعة للتدخل علناً بشؤن الدول بحجة إنقاذ ما يمكن انقاذه والحقيقة إشعال ما يمكن إشعاله . ولو سألت اليوم المواطن السوري او الليبي او اليمني عن حال بلدانهم ماقبل وبعد لأجابوا ياليتنا بقينا في صيف الأستقرار ولا ربيع التغيير . نعم فالتغيير الأنفعالي

ليت قومي يعلمون

‏اشعر بشوق دفين كجمر من تحت الرماد يقطع اجزائي على نخيل الرافدين وتفاح الشام واقصى فلسطين وعنب اليمن وثرى الكنانة وسودان النيل وعلى امتداد شواطئ وصحاري المغرب العربي وأطوف بهم ما بين خليج الخير إلى البحر الأحمر، نصلي في مهبط الوحي مكة و نزور مدينة رسول الله عليه السلام ثم أحضنهم ببيت العرب قلب الجزيرة العربية  ‏احتضاناً دافيء واغفو على جمال الحلم قرير العين. لا أريد أن أصحو على واقعنا المرير الذي يطارد السراب في اتجاهات ظامئة. ‏العالم العربي هو الحصن الإسلامي الذي تحاول أن تهده تيارات سياسية بآلات مسلحة تطرق أبوابه حتى أقضي مضاجع الرضع قبل الكبار وتنبه ‏الجميع على خطر محدق وكما يصحو النائم وهو لم يستوعب ما يحدث حوله فكيف بقدرته على التصرف فالبعض لا يزال يفرك عينيه  وكأنه لا يصدق وهو يرى أخوه العربي ينحاز الى قوميات تتصارع عليه بخدعة الدين ، تلبس قناع الإسلام وتخفي وراءه وجهها الحقيقي ذو الملامح الاعجمية التي تتقاسمه هويات اسطنبول و"قم" و تتجاذبه إليها مذهبياً وحزبياً  وعرباننا يتراكضون صراخاً بين هذه وتلك وعلى قول المثل : "بين حانا ومانا ضاعت لحانا"

رأى القمر بازغا

كلما أشرقت خطوة اتحادية او تحالف استراتيجي هنا او هناك في العالم الذي اصبح كقرية صغيرة حتى تلمع في ذهني فكرة اكتبها تارة واكبتها تارة اخرى غير انها تقاوم رافضة الموت غريقة في امواج المنطقة العربية المتلاطمة بالأحداث وقد تولد من رحم احد الأزمات المتواليه وهي بزوغ اتحاد عربي اسلامي في منطقة ما بين "شامها" و "يمنها" في الجزيرة العربية التي تضم كيانات سياسية متعددة محورها وطني المملكة العربية السعودية   وإمارات خليجية تتشارك فيما بينها في مجلس تعاون حاولت بعض افكار زعماءه ان تدفعه للتحول الى اتحاد متكامل ولكنها تتوقف عند مفترق طرقات يطول سيرها .  اعود الى ذلك الاتحاد الذي أثار الشجون في هذا الزمن المتفرق وهو الاتحاد الافريقي الذي بدأ يخطو خطواته بهدوء وثقة نحو التكامل ففي كل فترة يظهر بخطوة تعزز من تحقيق اهدافة وتتجه نحو طموحاته .  وقد رأيناه في الأزمة السودانية يتخذ موقفا يقوي من روابط وجوده ويستفيد من حلها بمثل فائدة فرقائها الذين اتفقوا واصبح كيان ذو مصداقية اكبر   ومصدر ثقة

خطوات الدبلوماسية السعودية

دائما يستهويني البدايات وظروف النشأة والتطور، والأطلاع على حكاياتها لها متعة ودهشة وبينما أبحث عن كيفية نشوء السلك الدبلوماسي في بلد مثل المملكة العربية السعودية المنتقلة من حال الى حد ما بدائي الى الأنتقال لمنظومة دولية ونظام عالمي زاخر بالتنوع والأختلاف سقطت يدي على كتاب عن بداية تأسيس الدبلوماسية السعودية ومراحل تطورها ، الكتاب يحمل عنوان "السلوك الدبلوماسي في الممارسة السعودية" لمؤلفه السفير الدكتور احمد جمعة وعادة  السلوك الدبلوماسي يحضى بعناية الدول ويحتل اهمية اولوية في العلاقات والمصالح الدولية لذلك كان هذا الجانب محل عناية واهتمام الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي يعتبر عرّاب السياسة السعودية ورأس هرمها المتجذر في التاريخ حيث  "حرص على أختيار افضل العناصر في الداخل السعودي والخارج العربي واستقطب الشخصيات القادرة على تأسيس هذة المؤسسة المهمة في بناء الدول وكان ممن استقطبهم ادباء ومؤرخين" امثال حافظ وهبة وخير الدين الزركلي ويوسف ياسين وفؤاد حمزة ومحلياً ابراهيم بن معمر حيث كانوا بمثابة المستشارين يحضرون لقاءات الملك بالزعماء والقادة ويدونون ملاحظاتهم ويسجلون

إضاءات من شخصية الفهد

الكتابة عن جوانب شخصية الملك فهد يرحمه الله مثل الخوض في بحرمهما ابحرت في محيطاته لن تحيطه ولكن قليلة ينبئ عن كثيره لذلك سأتناول بعض من الكل وسأذكر قصة توضح بساطته وتفقده لحياة المواطنين ومشاركتهم انماط حياتهم وان كان ابن القصور الا انه يتمتع ببساطة حياة بيوت الشعروعيش الصحراء فقد كان في رحلة برية في شمال المملكة وكان حينها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء واخذ يتجول في مناطق الربيع وتوقفت احد سياراته او تعطلت واخذ بعض مرافقيه وتوجهوا الى احد بيوت الشعر القريبه واستقبلهم صاحب البيت وهو لايعرفهم   واعتقد انه   من   قبيلة الرولة العريقة   ولم يعرفوا ايضا هم بأنفسهم تعمداً وقام بواجب ضيافتهم كأي ضيوف وامسوا عنده وقام بتقديم وجبة العشاء الذي كان عبارة عن خروف وحينما حان وقت النوم جهز فرشهم وناموا وفي الصباح قدم لهم وجبة الفطور من زبد وخبز ثم استأذنوه بعد ان شكروه على حسن الضيافة وقام الملك او الأمير - آنذاك - بوضع مبلغ مجزيء من المال تحت وسادته - كمكافأة - دون ان يبلغ صاحب البيت الذي لازال لم يعرف عن شخصية ضيفه   اي

رجل النهار المشرق

ت تمرّ السعودية بمرحلة تاريخية غير مسبوقة على كافة الاصعدة وهي اشبه ما تكون بورشة عمل كبيرة  تجنّزر بها محركات  تطوير جبّارة يقودها الشباب الذي احيا روحهم المتوثبة سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان  .  ونحن نعيش مخاض هذة المرحلة يتطلب ان نشارك في إحداث التغيير ونحافظ على المسارات الممهدة التي فتحت وان نحولها الى اجراءات وقواعد تطبيقية تؤسس طريقاً يعبر بنا الى المستقبل الطْموح . من ابرز الخطوط العريضة التي كتبها الامير الشاب وقرأها الجميع هي إعلانه مكافحة الفساد على نطاق واسع وإطلاق حملة صارمة بدأت من القمة ووصلت اثارها الى قاع الهرم ولم تنتهي بعد ، فأصبح حتى المسؤل الصغير يحرص أشد الحرص على اداء مهام عمله وانجاز ما أوكل إليه بدقة وسرعة واصبحت خطوات العمل واضحة وسلسة في ظل التوجة السريع في أتّمتة الاجراءات واستخدام التطبيقات التقنية التي سهلت الخدمة واوصلتها الى المستفيد في منزله . ولا زلنا نرى تسابق الجهات وتسارعها في تقديم منتجات خدماتها بكل شفافية مما يسهل مراقبة اجراءاتها وحوكمتها مالياً  وبالتالي توفير الجهد والمال وزيادة الإنتاج . هذا الابرز والأهم الذي يؤثر على ن

السودان يعرّي الأخوان

انه نذير وليس البشير في العالم العربي الاسلامي كثير من الذين يتكلمون عن الديمقراطية بمثالية سرعان ما تنكشف حقيقتهم اذا تعارضت مع مصالحهم . حالات كثيرة اتابعها وارصدها في انتخابات رئاسية عربية او اسلامية وبرلمانية خليجية وبلدية محلية تؤكد لي ذلك . فالكل يطالب بها طالما انها تجري في مسار مصالحه فأذا انعرجت يميناً او يساراً بطبيعة الاحداث ظهر مدعي الديمقراطية على وجهه الحقيقي المضاد ! وكفر بنتائجها.  في تركيا مثلاً وصل حزب العدالة والتنمية للحكم من خلال الديمقراطية وحينما تولى زمام الأمور قام  بممارسات غير ديمقراطية مع خصومة وكتم الحريات واغلق وسائل الاعلام المعارضة وزج بالآف بالسجن بحجة حماية الديمقراطية وفرق بين المواطنين بناء على انتمائاتهم الفكرية وتعامل معهم على مبدأ ان لم تكن معي فأنت ضدي . في كثير من الدول الذي حدث بها محاولة انقلاب فاشلة يحاكم المنفذين الذين عددهم عادة لا يتجاوز المئات الا في تركيا بلغ العدد بمئات الآلآف من معلمين وإعلاميين وقضاة ودكاترة واصبح الانقلاب ذريعة يعلق بها كل من يخالف التيار المسيطر.  احداث السودان الاخيرة تكشف الصورة بشكل اوضح

طريق الملك سلمان يجمع الخليج.

اسير على طريق الملك سلمان بالرياض واسعد وانا أرى اعلام دول الخليج العربي وهي ترفرف بالبشرى وتلوح بالأمنيات التي تضمر في خواطر مواطني دول مجلس التعاون في ان يعود اقوى مما كان.  فالتفائل سمة المؤمن والامل نبض الحياة ورغم العواصف الا ان الارض صلبة وأفق السماء رحيب . والظروف تضع امامنا مفترق طرق فأما نجاة واما ، واما ، واما غرق.  واعتقد ان الخيار القريب هو الأيسر  والبعيد هو الأوعر الأخطر.   وليس هناك كياناً او تحالف دون ان يكون له سياسة خارجية واحدة ونظام دفاع مشترك وسوقاً اقتصادية تحكمها عملة نقدية.  الطموحات كبيرة ولكنها تبدو صغيرة امام الهمم العالية والإرادة الفولاذية والنفوس الكريمة . والتاريخ الذي سيكتب بمداد من ذهب الأنجازات التاريخية واصحابها سيكتب ايضاً نقائضها واضدادها.  وربما فكرة او خاطرة او موقف يصنع  مجداً تتناقلة الاجيال وليس بعيداً ما قام به الشيخ زايد  من توحيد إمارات الخليج ليصنع منها دولة عصرية او ما قام به الامير خالد الفيصل من اطلاق فكرة دورة دول الخليج العربي لكرة القدم التي جمعت شباب الخليج ورسخت  أواصر القربى واحيت الروح الرياضية في كافة المجا