التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

لابس الأحمر

 الزي" عنوان اجتماعي وهوية ثقافية ومفتاح للشخصية تدخل من خلاله وتتعرف على التنوعات البشرية ومع مسيرتي في الحياة تتداخل في ذهني صور متناسخة من أزياء المجتمع السعودي سابقاً ولاحقا ، كنا نرى الطفل بثوبه  والفتاة  بفستانها والمرأة بخمارها وحتى في المدرج الرياضي الشباب بأشمغتهم ثم انتقل الى ما أراه اليوم من أزياء لا أطيق النظر اليها فكيف بنطق أسمائها مسخت هويتنا وشوّهت صورتنا ووضعتنا في مسار التبعية الثقافية . ما أثار المقال هو صورة الدبلوماسية الأمريكية نيكول مانز وهي ترتدي الزي التراثي وتتسآئل : من يعرف هذا الزي ؟ وأجزم ان كثير من هذا الجيل لا يعرف قيمته ولا يهمّه اندثاره ولا يعنيه المحافظة عليه بينما نفضت في تساؤلها الغبار عن ثقافة عميقة تحوى قصص واشعار وأهازيج تصدح ب "ياراعي الثوب الحمر لا تجرّه" وتشعل شجون الحديث عن ثقافة طمرتها العولمة  الا ان جمرها الحي يتوقد من تحت الرماد .

فروة تنقذ حياته

 في ليلة شتاء شديدة البرودة حل الشاعر ابوعنقا ضيفاً على الشيخ الجربا في العراق وكان الوقت متأخر فدخل البيت وحاول ان ينام ولكن شدة البرد أقضت مضجعه واخذ يرتجف حتى اصطكت اسنانه وشعر الجربا ان هناك صوتاً في "الرفة" مجلس الرجال من بيت الشعر ولما أطلع وجد الرجل في حالة بائسه ولحفه بفروته الموصلية ونام الشاعر ويقال انه حايف وله مطمع في الأبل ولكن حاجته للدفء كانت اكثر ولما اصبح عبر عما جرى له ومنها هذه الأبيات: لولا ابومدبغ كان حلّت وفاتي * في ليلة ما ينلقي به حوافير هديته ماهي من البيناتي * فرّوة وكنّه عازل لي مغاتير والقصة تروى على اكثر من وجة وقيل انه اعطاه الأبل .