التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف شعر

ضيدان نبض الشعر

الشعراء مثل المعادن  بعضهم يحتاج الى تلميع وبعضهم مثل ضيدان ذهباً يزداد بريقاً مع الوقت  تلقائياً ومن إبداعه.     قرأت لضيدان قديماً حينما كان ينشر في جريدة اليوم الشرقية كانت قصائده تشبه زخات المطر فتنبت العشب والربيع وتعيش معها عشق البداوة وهي مرحلة نشر ارتبطت ب "رحيمة" وهي المدينة الساحلية التي عاش بها الشاعر فترة من الزمن رغم ان قصائده تعبق برياض نجد .  المرحلة الأخرى هي مرحلة مجلة المختلف من الكويت والتي أثّرت على جميع شعراء الخليج واصبحت تتبنئ مواصفات قصيدة معينة يحاول كثير من الشعراء مجاراتها ولكن ضيدان بقي يطور اسلوبه الشعري بعيداً عن ضغوطات الإعلام . المرحلة الثالثة ولا زالت هي  مرحلة الإعلام الرقمي وفيها انطلاقه مختلفه لضيدان الشاعر حيث كان في مواجهة حميميه مع جمهوره وظهور متجلي دون مؤثرات اعلامية وقد تحول فيها ضيدان الى نبض شعري يحرك حياة الشعر التى تراجعت حيويتها التأثيرية بفقدها منصاتها التقليدي     . من المحطات المهمة هي مشاركته في برنامج شاعر المليون ثم خروجه مبكراً بعد مشاركة وحيدة عن اطفال المقاومة الفلسطينية انتهى البرنامج  ولم ينتهي الحديث عنها . قصائد ضيدا

خرز المسباح

 انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع  وبغيت ألمّه ياسليمان وازريت  بيت من قصيدة للشاعر القديم بديوي الوقداني قد يكون مدخلاً مناسباً للغوص في اعماق  السبحة وخرزها المتناثر بعد انتظامه بحبل الأفكار . فهي وسيلة ملهمة للشخص يجمع افكاره المبعثرة ويلملم شتات روحه وهو يشحذ همته للتحضير لفك خيوط مهمة فكرية اثارت قلقه . هكذا ارتبطت السبحة او المسبحة بترتيب الأفكار وربطها وتسلسلها ونسج الخيال الحالم وبناء العالم الأفتراضي في الفضاء النفسي تاريخها يوحي بذلك حتى اصبحت ملازمة للمتلبسين بروح الأبداع  فلا تكاد تجد احدهم وهو غارق في تفكيره الا واصابعه تتماهى مع خرزها بحركة  لا إرادية كأنها مجاديف تحرك المياة الراكده لتولد الطاقة ويبحر المركب وبينما الهدوء يطفو على سطحه الا ان الاعصار يضرب في الأعماق . من جانب آخر تستخدم السبحة في الخلوة الروحية والتعبد بالذكر والتسبيح وقد أخذت منه اسمها .

روح الشعر لا تفيض

  انا   لا   ذكرت  " حنيف "  مع  " سحلي   العواي " عرفت  ان   بيت   الشعر   ما   تدفن   امواته  ! بيت   من   قصيدة   للشاعر /  سلطان   الأسيمر   والشاعرين المذكورين هما حنيف بن سعيدان من اعلام الشعر في الجزيرة العربية وعاش تقريباً من عام ١٢٧٠ الى١٣٦١هـ اشتهر بالنقد اللاّذع واصبحت كثير من ابيات قصائده "مضرب مثل". اما سحلي العوّاي فهو شاعر مخضرم عاصر حياة البادية ثم التوطين بعد توحيد المملكة وتوفي في مطلع القرن الجاري وقصائده تجري على الألسن ويغلب عليها نقد التحولات الأجتماعية . لقد ابدع سلطان في استحضارهما كمثالين في خلود المبدعين ولم اقرأ اجمل من توظيفه للبيت الذي يعني به بيت القصيد ويوحي به المنزل بأن اصحابه لا يموتون ويقصد ان الشعراء لا يموت ابداعهم حتى وان رحلوا .

صوت المطر

انفتح باب الإنشاد فأغلق باب الغناء. خلال العقدين الأخيرين حدث تحول في المزاج الفني في السعودية والخليج العربي من سماع الأغاني الى طرب الأناشيد او ما تسمى عامياً بالشيلات حتى تصدر المنشدين المشهد الفني وخفت الى حد ما ضوء المطربين مما حدا مثلاً بالمطرب البحريني خالد الشيح  الى اعتزال الغناء مبرراً بذلك في لقاء صحافي انه شعر بالإحباط من الوسط الفني لأنه يبذل جهد كبيراً في تجهيز الأغنية وحين يطرحها في السوق  تسقط مع اول شيلة عاصفة ، لذلك تقدمت الشيلة وتجاوزت الأغنية بحضورها الذي يناسب طبقات المجتمع المتفاوتة . جانب آخر من هذا التحول باحت به فتاة تعليقاً على احد شيلات فهد مطر باليوتيوب كتبت: سبحان الله ، فعلاً من ترك شيئاً لله عوضه خير منه تركت سماع اغاني خالد عبدالرحمن وعوضني الله بصوت فهد مطر. وكان هناك فعلاً تشابه في خامة الصوتين وكان البعض يعتقد اول ما سمع فهد مطر انه خالد عبدالرحمن تحول من الغناء الى الإنشاد إلى ان برز فهد وأصبح من اشهر المنشدين المحافظين على رصانة الإنشاد بدون إيقاع موسيقي . كانت تجربة فهد مطر علامة فارقة في ضجيج الشيلات وواجهة فنية راقية تضفي على الإنشاد ح

الشاعر القدوة

أحمد  الناصر  الشايع . علامة شعرية مسجلة في تاريخ الشعر الشعبي ليس في منطقة نجد وحسب وأنما في الخليج والجزيرة العربية فقصائده مقرر شفهي على طلاب المدرسة الشعرية وفنه اغاني عشاق الطرب المباح وسيرته درس لسالكي طريق النجاح وكلما تلوث ذوقي بشوائب الساحة الشعرية عدت الى اشعارة وسيرته العطرة التي تفلتر الذوق وتعيد اليه احساسه الذي كاد ان يتبلد انه بختصار يعيد برمجة تذوقي للشعر. بحثت عن قصائده في يوماً ما في الصحافة الشعرية فلم أجد بها ما يغنيني فتولدت في نفسي " شرهة " تحتج على غياب الصحافة عنه .. على الرغم من حضوره في ذاكرة الناس . ولما لم أجد عدّت الى ذاكرتي المليئة بالصور الجميلة عنه كأنني أعوض الغياب الصحافي الذي وصل حد العقوق بهذا الرمز الكبير .. فتذكرت حينما رأيته أول مرة وكنت صغيرا في بداية ولعي بالأدب والشعر ولازلت أتذكر دهشتي لرؤيته التي لم أتوقعها فقد صادفته خارجأ من أحد مساجد مدينته العامرة بأهلها « الزلفي » ثم ركب سيارته « المرسيدس الحمراء، وذهب ولم يزل نظري شاخصاً به