التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٨

الشرق الأوسط الكبير

حينما تولع بفكرة خيالية وتؤمن بها فإن تحقيقها تراه ممكناً ، فما بالكم عندما تكون الفكرة واقعية ! عن " الأتحاد العربي الأسلامي" اكتب وانادي وسأبقى كذلك مع ايماني ان هناك الملايين وليس الالآف يؤمنون بإهميتها وحاجتها الملحة في هذا الوقت الذي تضغطنا التحالفات والاتحادات من كل جانب حتى لم يبقى الا نحن متفرقين وكل فرقة مع أمة من الأمم  . فهناك اتحاد الولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي والتينين الصيني والدب الروسي . أمم تختلف في دياناتها ولغاتها وثقافاتها  وحدتها المصالح المشتركة ، ونحن كمسلمين عرب نتحدث بلسان واحد ونعتنق دين واحد ونعيش هماً واحد ونحن نرى الأمم الاخرى تتبادل الأدوار في استنزافنا واضطهادنا ولم نستطع ان نوحد صفوفنا ونجمع كلمتنا ونلم شتاتنا ونداوي جراحاتنا ونسكت صراخاتنا ، وديننا الاسلامي القويم يحثنا في شعائره ومناسكه ان نكون جماعة واحدة في صلاتنا اليومية  وجمعتنا الأسبوعية  وحجنا السنوي وان نكون سواسيه كأسنان المشط وان نكون ايضاً كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.  وفي الواقع هناك رؤى  واطروحات وأرهاصات تخدم المسار

الناطق الشعبي .

حوار مع الامثال الشعبية .  المثل الشعبي اصغر ابناء الثقافة العامية والأكثر حضوراً والأقرب نطقاً على ألسنتنا من بقية افراد أسرته العريقة مثل الشعر او القصة او الحكاية فما ان يحاصرك موقف او تريد ان تحاصر موضوعاً او تحتج على أمر او تؤيده إلا وتستنجد به فيلبي نجدتك ويقفز من ذاكرتك على لسانك ناطقاً بكلام مفوّه يختصر عليك حسم القضية التي تشغلك.  وهكذا توارثنا شدّة أثره ورفعة قدرة حتى اصبح عند كثير من الناس من الكلام المسلم به الذي لا يقبل النقاش ولا يجب ان يختلف عليه اثنين وقد دفعني حبي له واعجابي به الى استنطاقه ومحاورته وقد كان لي ما أردت.  فقد كنت اتصفح ذات إطلاع مجلد تراثي يحوى في أعماق اوراقه الصفراء عالم الأمثال الشعبية ففتحته وتجولت به وشممت في داخله رائحة البيوت الطينية ورأيت بيوت الشعر منصوبة على ضفاف رياض الربيع واستمعت إلى أهازيج البحر وحكايات البحارة حيث أن لكل بيئة اجتماعية أمثالها الخاصة . إنه عالم مثير وممتع في آن أرجعني إلى الماضي البعيد بكافة تفاصيله غير أني لاحظت في هذا العالم أمثال بعضها يتعارض مع تعاليم الدين وبعضها تخلف عن الركب فتجاوزه الزمن وثالث كأنه ينطق بلغ

أزمة المؤتمرات

أزمة المؤتمرات  مؤتمر سوتشي يبحث الأزمة السورية ومؤتمر باليرمو  في ايطاليا يبحث الأزمة الليبية ومؤتمر في جنيف ورابع في الأستانا وخامس في الواق واق وهكذا..  مؤتمرات تعقد لكل ازمة عربية اسلامية وتتجاذبها اطراف عالمية وتدعي طرح الحلول والحقيقة ان الحلول هي مصالح تلك الدول الأجنبية على حساب دماء الشعوب وثروات الأوطان . كان حرياً بكل مؤسسة دولية تحمل هم التعاون او التضامن الأسلامي او المنابر الدينية  المؤثرة  ان يكون لها دور في ردم الهوة بين الفرقاء عملاً بدستور المسلمين القرآن الكريم الذي قال في محكم تنزيله "      وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  ( 9 ) يجب ان نبادر ونتحرك في حل مشاكلنا ونتنازل لبعضنا ونشرك العلماء والمفكرين في تذويب الخلافات  ولا نضع ثقتنا في نظام عالمي لا يعترف الا بمنطق القوة والسيا

القبيلة في المجتمع المدني.

م منذ اكثر من عشر سنوات والنفس القبلي يرتفع في المجتمعات  الخليجية حتى اصبحت القبائل اشبه ما تكون بالأندية الرياضية واصبحت العوائل التي لم تكن تظهر انتماءها القبلي تمدناً تتفاخر في هذا الوقت بأنتمائها للقبيلة . عوامل كثيرة ادت الى ثورة القبيلة في المجتمع الذي يفترض ان يكون مدنياً في ظل انظمة الدول الحديثة في الخليج القائمه منذ حوالي قرن من الزمن . ومن اكثر هذه العوامل تأثيرا هي مسابقات الشعر وتصويت الفزعة ومنافسات مزاين الأبل في ظل سهولة وسرعة وسائل التواصل الاجتماعي التي تشعل الحمية القبلية بسرعة اشتعال  النار في الهشيم . فمشروع المجتمع المدني في الخليج هو محض خيال  او مثالية زائفة فالمجتمع  على مدى العقود الماضية الهادئة لم يعمل بشكل جاد في بناء مؤسساته المدنية  التي تعزز مقومات المواطنة  وتكافؤ الفرص بل وجدنا اختلافاً في توثيق انتمائاتهم في السجلات الرسمية بين ما هو قبلي وما هو عائلي ولا زال هذا التصنيف باقياً الى اليوم في اغلب الدول الخليجية حتى انك لتجد مواطناً من قبيلة يطابق اسمه مواطناً آخر من نفس القبيلة في دولة اخرى . وبناء على هذا التصنيف في التوثيق ترتب عليه

هل توحدنا الظروف؟

مجلس التعاون منطلقنا. أثار اهتمامي كيس معرض تجاري موضح عليه فروعه في الرياض ومسقط  وابوظبي والدوحة والمنامة والكويت وشعرت انها مدن في وطن واحد وليست عواصم لدول عدة. فهذه اللفتة التي قد تبدو عابرة الا انها تطرق هاجس الوحدة الذي يتنامى مع الأحداث المتسارعة وتنبض في فؤاد كل عربي مسلم لأنها هي الأصل والتفرقة هي الاستثناء فكل الأصوات تنادي ، وكل الجهات تؤدي ، وكل الظروف تساعد. نعم ان هذا التقارب الذي تنسجه الاحداث من جانب والإعلام ووسائل التواصل من جوانب اخرى تشير الا ان الشعوب تسير بإتجاه بعضها ولا بد من كيان يحتضنها ويحتويها . ان دول  الخليج العربي التي يجمعها مجلس تعاون واتفاقيات دفاع مشترك وأخرى اقتصادية وأمنية فضلاً على النسيج الأجتماعي والثقافة المشتركة التي تشكلان وحدة متجانسة ومؤهلة لأن تكون نواة لأتحاد يستطيع ان يمد ذراعيه الى محيطه العربي الأسلامي من خليجه الى محيطه ، وقد كان هناك دعوات اعلنها بعض القادة في اكثر من اجتماع لمجلس التعاون تحث على التحول للاتحاد وتقابل بالترحيب والأستحسان ولكن تباطؤ حركة اجراءاتها يوقفها عند حد معين بيد ان سرعان ما تنتعش وتتحرك بناء على ح

السوس سياسة العربية

 إنتفاضة ضرس ! أحيانا الحدث العابر حينما يتزامن مع ظرف معزز يتحول ألتقاهما إلى حدث مدويّ ويفتح أبوابا لشجون الحديث وهو ما حصل في هذه الحكاية فقد قرأت طرفة تقول: ان احمقاً آلمه ضرسه فذهب الى طبيب الأسنان غاضباً وقال : اخلع كل اسناني الا هذا اتركه وحده زي الكلب ! ضحكت كثيرا حيث صادف ذلك ألماً ضرسياً شرساً يباغتني كل فترة  وكلما زاد الألم كلما اتسعت مساحة العذر مني لذلك الأحمق الذي اتخذ من العناد والتحدي وسيلة لمعالجة المشكلة وقد يكون محقاً لو كان الضرس يعقل ! ولو افترضنا-جدلاً- ان الضرس يعقل لكنت اول من نفذ علاج اخينا الذي لن يكون احمقاً في تلك الحالة فشدة ألم الضرس ومباغتته بالهجوم بين المرة والأخرى تجعلك احياناً تفقد أعصابك وتحمله المسؤلية مباشرة. يضحك الضرس " بعدما افترضنا جدلاً انه يعقل" ويتحدث قائلاً : ان ذلك الأحمق يذكرني بتحميل القيادة الأسرائيلية تصرفات الشعب المغبون قيادته الفلسطينية ويتهمونها بعد كل عملية بتصعيد العنف ، انهم يتجاهلون الفعل ويستنكرون ردة الفعل والمضحك في الأمر ان بعض ابناء جلدتك العربية يصدقون ذلك وبعضهم يتظاهر بالتصديق ويطالبون الجانب المغلوب ع

تحولات الكتابة

 ق قلمي  من احب مقتنياتي ألي واقربها مني وأصدقها معي . يرافقني اينما رحلت ويحل حيثما حللت ، ويسكن في ملحق خارجي لثوبي ملاصق لقلبي ، في جيبي.  انظر اليه كأنه مقياس لنبضات قلبي يضطرب لأضطرابها ويسكن حينما تسكن.  ابوح له بأسراري فيحفظها في أوراقه وأبث له همومي فيشاطرني حملها وأوقظه في غسق الليل فيستيقض ملبياً سهري وطارداً أرقي.  وقد كان الشعراء قديماً يستهلون قصائدهم بالعبارة الشهيرة : سر يا قلم و... تأكيداً على اهميته في خط الإبداع فأنني استعرتها نثراً في افتتاحية مجموعتي الأدبية عام  ٢٠٠٧م  " سر ياقلم ، حكايات وليست قصائد "  ثقة به وتكريماً له وتقديراً لملازمته لي في جميع الظروف.  انني اراه صديقاً وفياً يساعدني على تجاوز عقبات الحياة ومنعطفاتها الخطرة.  والقلم مخلوق عاشق من طراز نادر يضرب به المثل في التيتم الى حد البري وقد شبه الشعراء العشاق نحافة اجسادهم ب "بري القلم" حينما يضنيهم العشق والهيام وهو كذلك لأنه ينزف مشاعره الفياضة تجاه محبوبته الى آخر قطرة من حبرة.  ان لدية الاستعداد ان يكتب ويكتب في سبيل معشوقته التي برت حالة وهي ليست اكثر من &quo

أئمة الحرمين ملوك وأدباء.

أئمة الحرمين مواهب وناشطين.  يجهل كثير من الناس جوانب مضيئة من شخصية أئمة الحرمين ويكادون لا يعرفون عنهم الا عملهم الظاهر المتمثل في الإمامة وقراءة القرآن بينما لديهم مواهب ونشاطات اخرى عادة ما يقومون بها وقد تكون هي مهمتهم الأساسية ولكن ضوء الإمامة خطف الأبصار عن بريق الموهبة ، فمنهم الشاعر ومنهم المؤرخ ومنهم الخطاط وهناك الصحافي والطبيب والفلكي وكذلك الرحالة وصائغ المجوهرات والساعاتي ولم يمنعهم انشغالهم بالقرآن والإمامة وطلب العلم الشرعي او تدريسه من الأهتمام بمواهبهم الادبية او مهنهم وهواياتهم بل ساهم في صقلها وتجليها وهذا من بركة القرآن الذي انعكس على تنظيم اوقاتهم واعطاء كل مجال حقه من الرعاية والأهتمام.  وخلال العهد السعودي الحديث توالى على إمامة الحرمين اكثر من مائتين إمام من مختلف المذاهب والمدارس الفقهية والقراءات المتنوعة وكانت هناك ظاهرة تعددية في المسجد الحرام حيث ان لكل مذهب مقام الحنبلي والشافعي والمالكي والحنفي يصلي فية اتباع كل مذهب على حده.  وبتوجية من الملك عبدالعزيز اجتمع العلماء من كافة المذاهب عام ١٣٤٥ هـ واتفقوا على دمجها وتوحيد الإمامة واختاروا من كل

الربابة صوت الصحراء

في خيمته وحده لا أنيس له سوى ربابته وعدد من القصائد التي تزدحم بها ذاكرته ، يستدني القوس منه وهو يردد بيتاً للفيصل: يا ربابه على المسحوب غني                من قصيدي بكى قوس الربابة ويحتضنها بين يديه احتضان العاشق حبيبته بعد طول غياب ويناجيها كما لو انه يناجي تلك التي شحنت فؤاده بعواطفها الدافئه ثم رحلت في الفيافي والقفار دون ان يعرف لها عنوان في الصحاري.  يبدأ العزف على وترها الحساس بقصيدة ل ضيدان المريخي يقول وان طرى في هاجسي قاف ن تفرد    قلت جر الصوت يا راعي الربابة  فيها فيفيض نغمها عذوبة تستولي على ما بقي من عقله المشغول بتلك البعيدة ويتمنى لو انها مكان ربابته التي يحتضنها ويناجيها ويمضي الليل الطويل بسرمديته المعهودة وانفاسه المثقلة بهمومه ونغم الربابة الذي ضاق به فضاء الخيمة ينساب الى خارجة ليعانق آفاق رحبه تتسع شجى هذا النغم الذي نذر نفسه سفيراً لشعور نقي لعشاق البادية.  انه الحنين الذي يصدر من أعماق الوجدان . ان نغم الربابة ينساب بلطف الى هذه الاعماق الموغلة انسياب قطر الندى فتصدر هذا الحنين الذي يقرب البعيد ويستحضره شاخصاً امامه ويبعد شعور الفراق الذي استول

وداعاً للصحافة الورقية.

غروب الشمس كمن افاق من صدمة فقد عزيز رحل ، كتبت عن صحيفة خطفت الضوء من عيني ثم أنطفأت وتركتني في الظلام الدامس ، انها صحيفة شمس التي سطعت في آخر نهار الصحافة الورقية ثم توارت وراء الآفاق ومعها توقفت مجبراً عن الكتابة الصحفية ومتفاجئاً كيف لي ان استوعب هذا الاحتجاب السريع في عمر الصحف ومتسائلاً عن دور الجهات الاعلامية والصحافية التي لم تحرك ساكناً ووقفت موقف المتفرج وتعاملت مع الحدث كأنه خبر اغلاق مخبز او بقالة ! بينما في الحقيقة خسارة مشروع صحافي واعد تبنى الحراك الشبابي - حينها- وتنفس تطلعاته ولكني اقتنعت اخيراً وانا أرى هيئة الصحفيين التي ماتت في مهدها يقودها الكهول على حساب الشباب فتلك المرحلة لا تحبذ بروز الشباب وتتوجس من اي نشاط  يقودة الشباب وتكاد تكون حالة اجتماعية عامة. يمكن ان اسمي مرحلة شمس الصحفية بالقبس وهي اللحظة المضيئة السريعة فقد كانت مدهشة بنفسها الصحافي وطريقة طرحها واخراجها الأنيق وحتى الونها المثيرة كأنها طفلة ذكية ملفته للانظار تكاد حيويتها تشئ للآخرين ان عمرها قصير.  غربت الشمس واظلم ليلها واخذ عشاقها يتسامرن على ذكرياتها ويتحدثون عن نهارها القصير الذي

مؤذن الرياض ابن ماجد

م مؤذن الرياض ابن ماجد  هناك مساجد اكتسبت شهرتها من اصوات مؤذنيها او أئمتها اكثر من شهرة تصميمها العمراني او موقعها ومن ذلك مسجد "بلد مقرن" سابقاً وحالياً جامع الإمام تركي بن عبدالله بالعاصمة السعودية الرياض الذي ذاع صيته بعد ان اعتلى المؤذن عبدالعزيز بن ماجد مؤذنته عام 1371 هجري  وصدح برفع الآذان حتى أخشع الأفئدة واطرب الأسماع وقد طبقت شهرته الآفاق اكثر حينما حجز له  في فضاء الأثير الإذاعي فقرة يومية اعتاد الناس على سماعها وساهم في قبول الناس للمذياع في وقت لا تحبذه خشيه حرمته ! بيد  ان آذان ابن ماجد جذبهم اليه وقربهم منه وبقي لاكثر من اربعين سنة وهو يرفع الآذان حتى حفر في الذاكرة نحتاً صوتياً شجياً ومؤثرا وتمكن من وضع بصمة صوتية ومدرسة في طريقة رفع الاذان ويعتبر اطول المؤذنين مدة حيث امضى حوالي ٧٥ سنة يرفع الاذان في الرياض وارتبط صوت آذانه بموعد الافطار في رمضان على اثير اذاعة الرياض ومن المواقف المؤثرة له انه حينما تم تجديد مسجد الامام تركي  بن عبدالله  ارادوا ان يهدموا مأذنته التي يعتليها وابلغوه ان هذا آخر آذا