التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الانطباع الديني عن الفن

 صوت عبدالكريم يعلو على الموسيقى  هناك انطباع سائد لدى المجتمع ان الأبداع الفني يتعارض بشكل كامل مع الدين وان الشعر ايضاً وخاصة الغزل ذو الألحان والطواريق يدخل في ذلك والحقيقة ان الدين يتقاطع ويتواصل بناء على المحتوى وان الفن له إضاءاته وظلامياته والدين دائماً يهذب العمل الأبداعي ويسمو به لكي يرتقي بالنفوس . ففي كل مجال هناك ما يتعارض وهناك ما يتوافق بل ما يؤيده الدين سواء صوتاً او مسرح او سينما بناء على الوسيلة والرسالة لهذة الفنون الأنسانية . سأكتب عن حكايات وقصص في هذا السياق والأنطباع عنها. اولها في صغري مع الشاعر الكبير احمد الناصر وهو المعروف بشيلاته وطواريقه ورباعياته ،  شاهدته لأول مرة وهو خارج من المسجد ثم ركب سيارته وتوقف عند الإشارة الضوئية وحينما اضاءت اللون الأخضر واصل مسيره وقد ترك هذا الموقف انطباعاً ايجابياً عن الشعراء ثم بعد سنين اخترته لأجري معه اول حوار صحافي لي عن مسيرته الأبداعية . في شبابي كنت من عشاق الصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر اطرب لصوته وانتظر جديده وتأثرت بأغانيه بعد تحرير الكويت مباشرة لما فيها من الثناء والحمد لله حيث طرح اغنيتين من شعر بدر بن عبدالمحسن
آخر المشاركات

أمواج الرمال

وللناس فيما يعشقون مذاهب. كثيب الرمل عندي أمتع نظراً وأبهج شعوراً من شاطئ البحر حتى ان البحر يآخذ بعداً جمالياً حينما يكون شاطئه رملي . وما يزيد النفود جمالاً وسحرا هو القمر فمن لم يشاهد تموجات الرمال تحت ضوء القمر   فأنه لم يرى أجمل منظر تزهو به الطبيعة. عشت صغيراً في كنف الرمال تصحو عيني كل يوم على مشاهدة الكثبان الرملية وحينما تطؤها اقدامنا الصغيرة نشعر بنعومتها ونقاوتها فنرتمي في احضانها وننسى انفسنا ونحن نتدحرج او ندفن اجزاء من اجسادنا في اعماقها او نتساقط من علوّها بسرعة الريح او نبني منها بيوتا وحصوناً بعد المطر . كبرنا وكبر حبها معنا انا وأقراني ، نكتشف انفسنا من خلال آثار مشي اقدامنا فنضحك من خطى احدنا ونندهش من خطوات اخرى لها ملامح وتعابير . ولا زلنا نكبر   واصبحت الرمال سبورة أحلامنا نخطط مستقبلنا ونعبر عن دواخلنا برسومات رومانسية   تكاد تنطق بما تكنه افئدتنا او اننا نحاول ان نستودع الرمال اسرارنا وأمنياتنا. وفي المساءات المقمرة نتسامر على سفوحها ونغفو بين فترة واخرى ونحن نتأمل النجوم منقوشة على قبة السماء الكرتوازية وقد يأخذنا السمر الى انبلاج الفجر الأزرق.

حرب المخدرات

الحروب أنواع ولها أدوات وقد برزت مؤخرا حرب المخدرات التي أنتهجتها الدول المعادية ضد السعودية لأستهداف شبابها واقتصادها وقد أتخذت الجهات المختصة قرارات حازمة في عدم استغلال الأستيراد فمنعت واحبطت وفي خضم المعركة تبرز أهمية وعي الشباب ومشاركته في الدفاع عن وطنه في مكافحة الآفة بالحذر منها والبعد عنها وقد راهن وزير الداخلية في تغريدة على وعي المجتمع وأسهامه في التصدي لتهديدها وصموده وتكوينه صدا منيعا ضد من يستهدفه.

حواريات توفيق الحكيم

أحب الحواريات وتأثرت بتوفيق الحكيم في هذا المجال وفي كتابي سر ياقلم عدد من النصوص التي تعتمد على هذا الأسلوب حيث أختار الشخصية واحاورها ومن أطرف الشخصيات "ضرس" آلمني فلمته ولكنه افحمني بحجته واتهمني بأني أهتم بأسناني الأمامية التي خلقت الابتسامة وأهمل الطبقة الكادحة بقية الضروس وتلك معادلة اجتماعية ظالمة. المشاكس الآخر المثل الشعبي الذي دخلت معه في حوار طويل أزعم أنني أقنعته بأنه يجب أن يجري تحديث على برمجياته وأن لا يتوقف عند مجده العتيد. أما الحوارية الأكثر شخصيات فهي: حبيبتي كثيرة الكركرة "الأرجيلة" التي استخدمتها كحيلة للتخلص من رفيقة دربها "السيجارة" ونجحت بعد أن قال "الصدر" كلمة الفصل بلغته السعالية: كح كح، لا تولع وإلا سأضرب عن التنفس بينما "القلب" يتقلب و"العقل" يثبته وفعلاً خشيت من تهديده وتركت التدخين. #مقال_قصير

من يرث تركة الصحافة؟

الكاريكاتير الحاضر الغائب. يأتي إعلان خبر عرض مبنى مؤسسة صحفية عريقة بالرياض للإيجار والاستثمار نداء أخير ومدوّي بأنتهاء مرحلة صحافية سادت ثم بادت حيث انتقالنا الى مرحلة جديدة لا تزال في طور التشكل والتموضع فمع شروق شمس كل يوم تولد فكرة خلاقة وتطلق مبادرة ذكية تشارك في بناء الصرح الصحفي الجديد الذي يخضع للتحديث ولم يكتمل بناءه بعد. وفي سياق قراءتي للخبر أثار انتباهي قيام حساب صحفي على تويتر في إعادة نشر كاريكاتير لرسام مبدع في صحيفة ورقية وحاولت أن أعقد مقارنة بين أنتشار الكاريكاتير في وسيلة نشره الأصل الصحيفة الورقية وبين الوسيلة الرقمية التي أعادت نشره وتخيلت إنني كمن يقارن بين السفر بالسيارة والطائرة ! ووجدت انه فرق شاسع خدم المحتوى المنشور "الكاريكاتير" وتساءلت كم من المواد الصحافية  المتوهجة مدفونة تحت غبار الورق وتحتاج الى رياح تغيير وسائل النشر لتعود الى متلقيها بأجنحة أعلى تحليق. لقد افتقدنا الرسم الكاريكاتيري الذي كان يتصدر يوميا مكانه  في الصفحة الأخيرة من كل صحيفة ورقية حيث كان في كثير من الأحيان يرجح كفة الصحيفة في ميزان العمل الصحفي ويفرقها عن الصحف الأخرى وكم من

الكتاب الرقمي أسرع انتشارا

 والورقي أقرب للقارئ عاصرت تحولات النشر من الورقي الى الرقمي سواء الكتب او الصحف ووجدت إن هذه التحولات لا يناقض بعضها البعض بل هي امتداد مختلف وبعدا آخر لإيصال المحتوى وكلما تعددت الوسائل زاد من تحليق المحتوى في آفاق جديدة على أجنحة متنوعة ما يزيده قوة وحضور أوسع وأميل الى التصالح بينهما ولا ارى صحة مقارنتهما من أجل الحسم فالمسألة نسبة وتناسب فمثلا السفر بالسيارة يختلف كثيراً عن السفر بالطائرة التي تمخر الآفاق متجاوزة البحار والجبال قاطعة المسافات البعيدة في دقائق محدودة ولكن أيضا للسيارات طرقها الخاصة التي لا يمكن ان تسير بها بالطائرة وكذلك القراءة لكل لحظة وحاجة وسيلة تناسبها وتتوائم معها. وجدت في النشر الرقمي سرعة في الوصول وتجاوز الحدود ورخص في التكلفة ونسخه لا تنفذ وان كان يناسب اكثر الكتب المتوسطة والرشيقة وقد جمعت ما رأيته أفضل ما كتبت وألحقته في كتابي سر ياقلم ثم حولته الى نسخة رقمية ونشرته على أجهزة وتطبيقات التصفح الالكتروني مثل كندل أمازون ، وكوبو ، وقارئ جرير ولم أكن أعلم وانا أطبع أول كتبي الورقية اللغة الثالثة عام ٢٠٠٠م وأطمح ان أوزعها في السوق السعودي والخليجي على أكثر ت

"عمي" الجاحظ

لكل علاقة حب حدث لا ينسى : كان عم والدي يرحمه الله رجل مسن لا يقرأ ولا يكتب وكنت في صغري ألازمه وأوصله للمسجد خاصة المغرب والعشاء وعودني والدي يرحمه الله وهو إمام المسجد ان اقرأ له العصر واحياناً العشاء بين الآذان والإقامة ما تيسر من كتاب رياض الصالحين وكنت محبا للقراءة وأهوى كتابة انواع الخطوط نسخاً ورقعة وكوفي ولم يكن عمي يعرف تفاصيل ذلك ولكنه كأنه يستشف مستقبلي فحينما تحدث احدهم عني قائلا غداً هزاع سيصبح عسكرياً رد عليه عمي بصوت مرتفع : لا ، هزاع بيصير كيتب ويكررها وكان لها وقع في نفسي آنذاك وهو يقصد كاتب إداري لانه يسمي الموظفين كتّاب وهي تسمية لها عمق ثقافي وتاريخي حيث كان يطلقها #الجاحظ على كتّاب الدولة العباسية ومن ذلك الحين وانا أميل أكثر وأكثر للكتابة وكبرت وكبر الحب معي حتى حققت حدسه عملا وكتابة . #مقال_قصير

سر ياقلم

قلمي ، من أحب مقتنياتي إليّ واقربها مني وأصدقها معي. يرافقني اينما رحلت ويحل حيثما حللت ويسكن في ملحق خارجي لثوبي ، ملاصق لقلبي: في جيبي !  انظر اليه كأنه مقياس لنبضات قلبي يضطرب لإضطرابها ويسكن حينما تسكن ، ابوح له بأسراري فيحفظها في اوراقه ، وأبث له همومي فيشاطرني حملها وأوقظه في غسق الليل فيستيقظ ملبي سهري وطاردٍ ارقي، انه ليس مجرد قلم ؛ انه حصان حالم يكاد ان تكون له اجنحة يطير بها في فضاء الخيال ويخطف عرائس الأفكار ويحلق بها بعيدا في الآفاق ويلبسها من بياض السحاب فساتين فرح ويعيش معها اجمل لحظات حبره ومن تفاعلهما تتحول الأفكار الصامته الى كائنات حيّة تسمع وتعقل وتحاور .