التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قصة

الحلم الغريق

 في اعماق كل شخص يوجد حلم لم يتحقق . البعض يدفنه في اعماقه ويواصل ومع الوقت يتحجر وبصبح نواة لحلم اكبر والبعض يتوقف عنده وينكأه بالذكريات حتى يصبح هماً مزمن قد يؤدي الى الأكتئاب . وهناك من يتحطم حلمه امام مرأى من الناس ثم يتحول الى رمز او ايقونه للنشاط او المجال الذي يمثله . وكثير من الأحلام المحطمة تمر مرور الكرام لأكتشافك مع النضج العمري انها غير ذات قيمة . على كلاً انجع علاج للأحلام التي لم تتحقق ان تحتسبها على الله وتسأله ان يعوضك اجمل منها وتؤمن ان ما يختاره الله لك او يمنعه عنك هو الخير وثق انه سيبدل لك ويجبرك ويتولى امرك . الحلم الدفين عادة يتحول الى عمل ابداعي او اختراع عبقري واغلب قصص النجاح والأنجاز ورائها حلم دفنه صاحبه في اعماقه واصبح نواة بذرت حلم اشمل كبذرة نبتت شجرة ثم اصبحت مع الوقت حديقة ! سأذكر تحطم حلم مبتكر تقنية الواتس آب الشاب الشرق اوروبي المهاجر الى امريكا والذي كان لا يستطيع ان يتحدث الى والده المتعلق به لأرتفاع كلفة الأتصال الدولي وكان يمني نفسه ان يتواصل قريباً اذا تحسن وضعه المالي ولكن الأب توفى قبل ذلك وفقد الأبن سماع صوته مدى الحياة ، فكان هذا الحطام النفس

المدير ابوشنب

مررت على مدى خدمتي الوظيفية التي تجاوزت عقدين من الزمن بعدد من المدراء والقيادات الادارية الذين كان لهم الأثر في مسيرتي وحياتي ، فيهم الملّهم وفيهم الموجّه ومنهم ما دون ذلك الى درجة ان من البعض القليل استفدت من اخطائه !   يبرز في ذاكرتي اهم هؤلاء واكثرهم أثراً معالي الإستاذ حمد بن ابراهيم الرشودي مدير عام الجمارك السابق والأشهر و الأطول فترة ادارية في عمر الجمارك السعودية . سأذكر اولاً قصتي معه ثم سأورد قصص الاخرين الذين روّوها لي مباشرة او نقلاً عنه .    في مطلع عام ١٤١٦هـ عملت مؤقتاً مفتش جمركي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض ريثما اجد وظيفة رسمية وفي اول شهر اعمل به سقطت يديّ على كمية مخبأة من الهيروين المخدر في كرتون قدم به راكب آسيوي ، وفهمت ان هذا الكرتون معبأ مصنعي لذا يجب ان يبلغ به معالي مدير عام الجمارك آنذاك حمد الرشودي وكان وقت الضبط متأخراً قبيل الفجر فأنتظر المسؤولين حتى بداية الدوام وتم التواصل مع مكتب معاليه ليصدر التوجيه بضرورة عرضه عليه ربما لأن طريقة التخبئه في جدار الكرتون السميك تضبط لأول مرة فأخذنا الكرتون برفقه عدد من مسؤولي جمرك المطار وذهبنا الى م

قصة حب بين اللهجة واللغة

اللغة الثالثة  ثمة خط فاصل بين ثقافة البيت ، وتثقيف المدرسة. البيت بثقافتة وآدابه الشعبية والمدرسة بأدبها العربي الفصيح. كأنهما . . جديان متناطحان والتلميذ الذي نشأ في بيئة شعبية ويدرس في مدرسة تقدم الأدب العربي يقف على هذ الخط الذي تتناحر القوتين من أجله. في أحد الصباحات المدرسية الندية سأل المعلم تلامذته الصغار :  من منكم يحفظ أنشودة ؟  فيقفز تلميذ في آخر الفصل ويرفع يده قائلاً :  - أنا . . يا استاذ  الأستاذ : تفضل . التلميذ بنشوة طفولية :  الذيب ما له قذلة هلهليه                يا حظ من له مرقد في حشى الذيب ! تعصف بالفصل موجه ضحك ، ، وتتعالى قهقهات الصغار . . ويحاول المعلم ان يمسك بعنان الحصة قبل أن تفلت من يدة ويأمرهم بالسكوت ، ليسأل التلميذ  - ما معنى هذا البيت ؟  التلاميذ وفي صدورهم يحتبس ما بقي من ضحك :  المعنى في بطن الشاعر . - يجيب التلميذ : هذا البيت يا أستاذ لطفل آخر من توفي من أولاد رجل عاشق  وكان أولاده أشد عشقاً منه ، لدرجة أنهم ماتوا شهداء في بحر الهوى ، فلما ولد له هذا الطفل الشاعر أوصى أمه على أن الا تريه النساء حتى لا يتعلق بهن ويلاق

نصفها المفقود

أحلام البنات بين الحصان الأبيض والمرسيدس الأسود  تبحث عنه . . ولا تجده  ويبحث عنها . . فلا يجدها  ويبقى كل منهما ضالة الآخر المنشودة  ويستمر البحث عن النصف الآخر ليظل الهم المسيطر على تفكير كل منهما دون أن يمسك احدهما بالخيط السحري الذي يربطه بذلك الذي يحسه ولا يراه إلا طيفا يغريه فعلى مواصلة البحث والتفتيش .  انهما يشبهان سفينة بلا ربان ، تمخر البحر وتصادم أمواجه المتلاطمة لا تعلم أين اتجاهها . . ولا أين مرساها . تجري بها الرياح حيث تشاء .  قد تقترب من المرسي الذي ينتظر قدومها بكل حرارة ولكن سرعان ما تستسلم لتيار مضاد لمسيرها فيرجعها من حيث أتت .  وتظل هي في الانتظار . . وهو في حيرة الاختيار  لا يعلم أين هي . . ولا تعلم أين هو . ويتأمل كل منهما قصة نزول آدم وحواء إلى الأرض أين نزل كل منهما . . وكيف التقيا؟  ولكن أدم وحواء كانا في الجنة ثم اخرجا منها ، وهم على موعد لقاء في الأرض فكافحا حتى توجا كفاحهما بلقاء كان ثمرته عمارة الأرض .  أما هم فلم يسبق لهم رؤية بعضهم من قبل .  كل ما في الأمر ، انها تشكلت ملامح شخصية كل منهما في مخيلة الأخر حتى لو ان الله حباهما مو

حدود الربيع السعودي

شيئاً من السيرة أمضيت اجمل سنين عمري على اطراف وطني كأنني اريد ان اكتب قصة حب بقلمي فخطتها اقدامي.  في عام ١٤٢٠هـ انتقلت من جمرك مطار الملك خالد الدولي الرياض بعد ان تخرجت من برنامج الإدارة الجمركية للجامعيين في معهد الإدارة العامة وتوجهت الى منفذ البطحا الحدودي مع دولة الإمارات وعملت هناك حوالي تسع سنوات من اصعب واجمل سنين حياتي ، صعوبات وعقبات يتخللها ايام جميلة وذكريات لا تنسى ومواقف اضاءت لي طريق الحياة واكتشاف مناطق لولا العمل ما ذهبت اليها جهلاً بها او عجزا مثل واحة الإحساء التي اراها من أجمل الحواضر السعودية بنخيلها ومروجها الخضراء واسواقها التاريخية فهي وجة سياحية والذي لا يعرف الأحساء ولم يزرها ينقصه معرفة السعودية فضلاً على انها ملتقى ثقافي خليجي . خلال تلك السنين تعلمت الكثير واعتقد انني ساهمت من خلال عملي من صد عمليات تهريب كبيرة واستفدت من نظام مكافأت الجمارك لكثرة الضبطيات وكنا نفرح كثيراً بضبط ارساليات الخمور لأن مقابلها مجزي ويتجاوز رواتب سنين عدة حسب كمية المضبوطات ولا زلت اذكر ممازحتي لوالدتي يرحمها الله حينما ازورها بالرياض واحكي لها منجزات العمل من ضب

وداعا حبيبتي كثيرة الكركرة

منذ سنين . .  وأنا أحاول . . وأحاول . . وأحاول إلى أن نجحت في إحدى محاولاتي وتخلصت ممن تعاطيت الحب معها مره عابثاً فأسرتني بحبها حتى أدمنته وجري في عروقي مجرى الدم .  -  بين العقل والقلب خصام دائم ينتهي من حيث يبتدئ ليظل أخيراً كمن يدور في حلقة مفرغة تشكل مداراً لحب أحدهما يرفضه . والآخر يخفق له . والميدان نفس لا تطيق الخصام فكيف بها وقد أصبحت ميداناً له . أما أنا فقد وقفت أمام ما أرى طوال السنين الماضية موقف العاجز عن حسم الخلاف بين عقله وقلبه .  وهكذا يبقى الخصام الذي يصل أحياناً حد التصادم قائماً لا يكل ولا يمل . . ولا يأس معه ولا أمل . وكنت أردد دائماً : أعظم الجهاد جهاد النفس وأعظم الانتصار . . الانتصار عليها . فتحتج النفس وترفع صوتها : ما ذنبي وما خطيئتي إلا يكفيني مصيبة أن كنت ميداناً لمجانينك المتعنترين لا يتنازل احدهما عن الآخر أو ينتصر فأرتاح وإلى متى ؟ أظل على هذا القلق الذي لا يطاق . .  أبعد كل ذلك أجدك تعظم جهادي والانتصار علي ؟  أرد : لا يا نفسي أنا لا أقصدك بذاتك أنا اقصد أولئك الذين أقلقوك . . وأرهقوك ونقلوا همك إلي ولكن في النهاية هم جزء منك ومما تحتوين

الأحلام لا تموت

الأحلام . . لا تموت بعد سنين من رحيله . . وجدت نفسي تنساق لرغبة داخلية ملحة على أثرها أطاعتها خطواتي المرتبكة فمشت بي حتى أوقفتني على مشارف قبر والدي ( محمد بن نقاء ) يرحمه الله . فتقدمت منه قليلاً وبدأت السلام ثم جلست بعد خانتني أعصابي وتحولت فجأة إلى أسمال باليه ولم أستطع لحظتها أن أتحكم في مشاعري ولا كيف أعيش أحاسيسي ولكني تنبهت على ضجة كثيفة اقتحمت فضاء روحي الضيق . . فزلزلتني حتى كادت أن تغيبني عن الوعي . . أو أن الوعي قد غاب مني فعلاً لا أعلم ؟ الذي أعلمه أني شعرت أنني في مواجهه حية مع الموت وعالم القبور . .  كأني أرى الموت أمامي . . يقترب مني . . ولم يبقى بينه وبيني سوى خطوات معدودة . . لحظات محدودة ، يقترب مني أكثر . . وأكثر حتى يأست من الحياة فأقبلت عليه . . مجبراً أخاك لا بطل فعانقته كأنه شخص ثقيل لا تريد أن تعرفه فلما تأكدت أنه اعرفك . . أقبلت عليه كأنك لم تحاول أن تصد عنه ؟ ومقدار لحظات العناق تخرج الروح من ضيق الجسد إلى الفضاء الرحب ويودع ذلك الجسد . . ضيق اللحود . انتبهت كما ينتبه النائم حين صحوته . . و « الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ، كما قال علي بن أبي طالب رض

الأحلام لا تشيب

الأحلام . . لا تشيب ‎الأحلام ألوان الحياة . . وزخرفها . . والحياة مجموعة رسومات تخطها الأقدار باسم الظروف أو الإمكانات أو أي شيئاً آخر قد لا تتحكم به إن لم يساعدك أحد على توفيره في حياتك . . أنها مؤثرات فعالة تحدد اتجاهاتك الحالمة .  غير أن ما يمكن أن تتحكم به بشكل أسهل هو اختيار ألوان تلك الرسوم  وزخرفتها . فقد تجد رسماً جميلاً ولكن ألوانه غير متناسقة أو حتى باهتة وقد تجد آخر أقل جمالاً ولكن صاحبه أبدع في اختيار ألوانه حتى غدى صورة تسرق النظر وتلفت الانتباه فالحياة بدون حلم هي رسم بلا لون والمتفائلون في الحياة هم الذين يستطيعون تلوين أحلامهم وتحويلها إلى لوحات فنية وكلما اكتملت لوحة وضعها في برواز الذكرى وعلقها على أحد جدران ممرات حياته أما التي لا تكتمل أو لا تتحقق لسبب ما فلابد أن تدفن في مقبرة الأعماق محاولاً نسيانها ولكن الذكرى قد تستخرج الحلم في لحظة استرجاع فبعضها حينما تتذكره تتحسر على موته كما لو أنه صديق عزيز رحل عنك وترك رحيله فراغ مؤلم في حياتك والبعض الآخريمر أمامك مرور الكرام . وأجمل الأحلام ما لم يتحقق إلا بعد جهد متواصل  وزمن طويل وإمكانيات قوية  وتضحيات غالية ي