التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قصة

الحلم الغريق

 في اعماق كل شخص يوجد حلم لم يتحقق . البعض يدفنه في اعماقه ويواصل ومع الوقت يتحجر وبصبح نواة لحلم اكبر والبعض يتوقف عنده وينكأه بالذكريات حتى يصبح هماً مزمن قد يؤدي الى الأكتئاب . وهناك من يتحطم حلمه امام مرأى من الناس ثم يتحول الى رمز او ايقونه للنشاط او المجال الذي يمثله . وكثير من الأحلام المحطمة تمر مرور الكرام لأكتشافك مع النضج العمري انها غير ذات قيمة . على كلاً انجع علاج للأحلام التي لم تتحقق ان تحتسبها على الله وتسأله ان يعوضك اجمل منها وتؤمن ان ما يختاره الله لك او يمنعه عنك هو الخير وثق انه سيبدل لك ويجبرك ويتولى امرك . الحلم الدفين عادة يتحول الى عمل ابداعي او اختراع عبقري واغلب قصص النجاح والأنجاز ورائها حلم دفنه صاحبه في اعماقه واصبح نواة بذرت حلم اشمل كبذرة نبتت شجرة ثم اصبحت مع الوقت حديقة ! سأذكر تحطم حلم مبتكر تقنية الواتس آب الشاب الشرق اوروبي المهاجر الى امريكا والذي كان لا يستطيع ان يتحدث الى والده المتعلق به لأرتفاع كلفة الأتصال الدولي وكان يمني نفسه ان يتواصل قريباً اذا تحسن وضعه المالي ولكن الأب توفى قبل ذلك وفقد الأبن سماع صوته مدى الحياة ، فكان هذا الحطام ا...

العودة من الكويت

الى   المستوي بالقصيم فقد والدي محمد بن نقا الاسيمر المطيري أباه وهو طفل صغير على مورد ماء يعرف بأم حزم وهي نقرة في نفود تسمى صعافيق شرق المستوى في منطقة القصيم وترحل مع أمه وجماعتهم في صحاري نجد حتى كبر وفي ظل التحولات الاقتصادية والأجتماعية أبان توحيد المملكة ذهب بحثاً عن فرص عمل لتحسين ظروفه المعيشية كان ذلك في بداية الخمسينات الميلادية  فترة اكتشاف النفط ونشوء الأعمال على امتداد الخليج العربي حيث رحل إلى الظهران ومروراً بميناء عينين الجبيل لاحقا حتى استقر به المقام في الكويت عاملاً في شركة يتقاضى مرتبه بالروبية قبل سك عملة الدينار ثم موظفا حكوميا وهناك تزوج من والدتي ابنة عبدالله ابو رمية جدّي لأمي رحمهما الله وقد عاصر تدرجات النهضة من استخدام السيارات وسكن المنازل الاسمنتية وخدمة الكهرباء وبقي كذلك فترة من الزمن حتى عام ١٩٦٨م او بعدها بعام قرر العودة من الكويت   الى مواطن الأجداد كان القرار قاسي وصادم لدي اقربائه وحاول بعضهم ان يثنيه او يؤثر عليه ولكنه أصر على تحقيق رغبته في العودة   وفعلاً عاد وحاول ان يحفر بئر ويزرع نخيل في مراتع صباه ويتردد على الك...

المدير ابوشنب

مررت على مدى خدمتي الوظيفية التي تجاوزت عقدين من الزمن بعدد من المدراء والقيادات الادارية الذين كان لهم الأثر في مسيرتي وحياتي ، فيهم الملّهم وفيهم الموجّه ومنهم ما دون ذلك الى درجة ان من البعض القليل استفدت من اخطائه !   يبرز في ذاكرتي اهم هؤلاء واكثرهم أثراً معالي الإستاذ حمد بن ابراهيم الرشودي مدير عام الجمارك السابق والأشهر و الأطول فترة ادارية في عمر الجمارك السعودية . سأذكر اولاً قصتي معه ثم سأورد قصص الاخرين الذين روّوها لي مباشرة او نقلاً عنه .    في مطلع عام ١٤١٦هـ عملت مؤقتاً مفتش جمركي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض ريثما اجد وظيفة رسمية وفي اول شهر اعمل به سقطت يديّ على كمية مخبأة من الهيروين المخدر في كرتون قدم به راكب آسيوي ، وفهمت ان هذا الكرتون معبأ مصنعي لذا يجب ان يبلغ به معالي مدير عام الجمارك آنذاك حمد الرشودي وكان وقت الضبط متأخراً قبيل الفجر فأنتظر المسؤولين حتى بداية الدوام وتم التواصل مع مكتب معاليه ليصدر التوجيه بضرورة عرضه عليه ربما لأن طريقة التخبئه في جدار الكرتون السميك تضبط لأول مرة فأخذنا الكرتون برفقه عدد من مسؤولي جمرك المطا...

قصة حب بين اللهجة واللغة

اللغة الثالثة  ثمة خط فاصل بين ثقافة البيت ، وتثقيف المدرسة. البيت بثقافتة وآدابه الشعبية والمدرسة بأدبها العربي الفصيح. كأنهما . . جديان متناطحان والتلميذ الذي نشأ في بيئة شعبية ويدرس في مدرسة تقدم الأدب العربي يقف على هذ الخط الذي تتناحر القوتين من أجله. في أحد الصباحات المدرسية الندية سأل المعلم تلامذته الصغار :  من منكم يحفظ أنشودة ؟  فيقفز تلميذ في آخر الفصل ويرفع يده قائلاً :  - أنا . . يا استاذ  الأستاذ : تفضل . التلميذ بنشوة طفولية :  الذيب ما له قذلة هلهليه                يا حظ من له مرقد في حشى الذيب ! تعصف بالفصل موجه ضحك ، ، وتتعالى قهقهات الصغار . . ويحاول المعلم ان يمسك بعنان الحصة قبل أن تفلت من يدة ويأمرهم بالسكوت ، ليسأل التلميذ  - ما معنى هذا البيت ؟  التلاميذ وفي صدورهم يحتبس ما بقي من ضحك :  المعنى في بطن الشاعر . - يجيب التلميذ : هذا البيت يا أستاذ لطفل آخر من توفي من أولاد رجل عاشق  وكان أولاده أشد عشقاً منه ، لدرجة أنهم ماتوا شهداء في بحر ال...

نصفها الآخر.

أحلام البنات بين الحصان الأبيض والمرسيدس الأسود  تبحث عنه . . ولا تجده  ويبحث عنها . . فلا يجدها  ويبقى كل منهما ضالة الآخر المنشودة  ويستمر البحث عن النصف الآخر ليظل الهم المسيطر على تفكير كل منهما دون أن يمسك احدهما بالخيط السحري الذي يربطه بذلك الذي يحسه ولا يراه إلا طيفا يغريه على مواصلة البحث والتفتيش .  انهما يشبهان سفينة بلا ربان ، تمخر البحر وتصادم أمواجه المتلاطمة لا تعلم أين اتجاهها . . ولا أين مرساها . تجري بها الرياح حيث تشاء .  قد تقترب من المرسي الذي ينتظر قدومها بكل حرارة ولكن سرعان ما تستسلم لتيار مضاد لمسيرها فيرجعها من حيث أتت .  وتظل هي في الانتظار . . وهو في حيرة الاختيار  لا يعلم أين هي . . ولا تعلم أين هو . ويتأمل كل منهما قصة نزول آدم وحواء إلى الأرض أين نزل كل منهما . . وكيف التقيا؟  ولكن أدم وحواء كانا في الجنة ثم اخرجا منها ، وهم على موعد لقاء في الأرض فكافحا حتى توجا كفاحهما بلقاء كان ثمرته عمارة الأرض .  أما هم فلم يسبق لهم رؤية بعضهم من قبل .  كل ما في الأمر ، انها تشكلت ملامح ش...

حدود الربيع السعودي

شيئاً من السيرة أمضيت اجمل سنين عمري على اطراف وطني كأنني اريد ان اكتب قصة حب بقلمي فخطتها اقدامي.  في عام ١٤٢٠هـ انتقلت من جمرك مطار الملك خالد الدولي الرياض بعد ان تخرجت من برنامج الإدارة الجمركية للجامعيين في معهد الإدارة العامة وتوجهت الى منفذ البطحا الحدودي مع دولة الإمارات وعملت هناك حوالي تسع سنوات من اصعب واجمل سنين حياتي ، صعوبات وعقبات يتخللها ايام جميلة وذكريات لا تنسى ومواقف اضاءت لي طريق الحياة واكتشاف مناطق لولا العمل ما ذهبت اليها جهلاً بها او عجزا مثل واحة الإحساء التي اراها من أجمل الحواضر السعودية بنخيلها ومروجها الخضراء واسواقها التاريخية فهي وجة سياحية والذي لا يعرف الأحساء ولم يزرها ينقصه معرفة السعودية فضلاً على انها ملتقى ثقافي خليجي . خلال تلك السنين تعلمت الكثير واعتقد انني ساهمت من خلال عملي من صد عمليات تهريب كبيرة واستفدت من نظام مكافأت الجمارك لكثرة الضبطيات وكنا نفرح كثيراً بضبط ارساليات الخمور لأن مقابلها مجزي ويتجاوز رواتب سنين عدة حسب كمية المضبوطات ولا زلت اذكر ممازحتي لوالدتي يرحمها الله حينما ازورها بالرياض واحكي لها منجزات العمل م...

وداعا حبيبتي كثيرة الكركرة

منذ سنين   وأنا أحاول، وأحاول وأحاول إلى أن نجحت في إحدى محاولاتي وتخلصت ممن تعاطيت الحب معها مره عابثاً فأسرتني بحبها حتى أدمنته وجري في عروقي مجرى الدم .  -  بين العقل والقلب خصام دائم ينتهي من حيث يبتدئ ليظل أخيراً كمن يدور في حلقة مفرغة تشكل مداراً لحب أحدهما يرفضه . والآخر يخفق له . والميدان نفس لا تطيق الخصام فكيف بها وقد أصبحت ميداناً له . أما أنا فقد وقفت أمام ما أرى طوال السنين الماضية موقف العاجز عن حسم الخلاف بين عقله وقلبه .  وهكذا يبقى الخصام الذي يصل أحياناً حد التصادم قائماً لا يكل ولا يمل . . ولا يأس معه ولا أمل . وكنت أردد دائماً : أعظم الجهاد جهاد النفس وأعظم الانتصار . . الانتصار عليها . فتحتج النفس وترفع صوتها : ما ذنبي وما خطيئتي إلا يكفيني مصيبة أن كنت ميداناً لمجانينك المتعنترين لا يتنازل احدهما عن الآخر أو ينتصر فأرتاح وإلى متى ؟ أظل على هذا القلق الذي لا يطاق . .  أبعد كل ذلك أجدك تعظم جهادي والانتصار علي ؟  أرد : لا يا نفسي أنا لا أقصدك بذاتك أنا اقصد أولئك الذين أقلقوك . . وأرهقوك ونقلوا همك إلي ولكن في النهاية هم جزء م...