إنتفاضة ضرس !
أحيانا الحدث العابر حينما يتزامن مع ظرف معزز يتحول ألتقاهما إلى حدث مدويّ ويفتح أبوابا لشجون الحديث وهو ما حصل في هذه الحكاية فقد قرأت طرفة تقول:
ان احمقاً آلمه ضرسه فذهب الى طبيب الأسنان غاضباً وقال : اخلع كل اسناني الا هذا اتركه وحده زي الكلب !
ضحكت كثيرا حيث صادف ذلك ألماً ضرسياً شرساً يباغتني كل فترة وكلما زاد الألم كلما اتسعت مساحة العذر مني لذلك الأحمق الذي اتخذ من العناد والتحدي وسيلة لمعالجة المشكلة وقد يكون محقاً لو كان الضرس يعقل !
ولو افترضنا-جدلاً- ان الضرس يعقل لكنت اول من نفذ علاج اخينا الذي لن يكون احمقاً في تلك الحالة فشدة ألم الضرس ومباغتته بالهجوم بين المرة والأخرى تجعلك احياناً تفقد أعصابك وتحمله المسؤلية مباشرة.
يضحك الضرس " بعدما افترضنا جدلاً انه يعقل"
ويتحدث قائلاً : ان ذلك الأحمق يذكرني بتحميل القيادة الأسرائيلية تصرفات الشعب المغبون قيادته الفلسطينية ويتهمونها بعد كل عملية بتصعيد العنف ، انهم يتجاهلون الفعل ويستنكرون ردة الفعل والمضحك في الأمر ان بعض ابناء جلدتك العربية يصدقون ذلك وبعضهم يتظاهر بالتصديق ويطالبون الجانب المغلوب على أمره بوقف العنف والمبادرة بأستئناف عملية السلام المتدحرجة وهذا والله شر البليه.
أرد : يالهول ما اسمع ايها الضرس المسوس وما علاقتي بذلك او على الاقل ما وجة الشبه ؟
يرد : العلاقة او وجه الشبه لا فرق هو انك تتجاهل فعلك بي وتتضجر من ردة الفعل الطبيعية وتشكو مني وانت سبب المشكلة وليس العكس كما تريد ان تتصور.
اعاود : لا تلمني فأنت مقلق ومزعج ومؤلم وطارد للنوم فكيف تريدني ان ارتاح ولا اتضجر او اشكو.
يرد :
على رسلك أيها المضروس عد الى بداية المشكلة والى اساسها وأمسك بالحبل من أوله وعالج المشكلة من شرارتها الأولى ولا تترك السوس ينخر عمقي وانت صامت كأن الأمر لا يعنيك.
ثم بعدما كبرت بسجائرك الحارقة وغفلتك الغارقة الى ان ساءت صحتنا وانهارت قوانا ثم انتظرت ان تهب لعلاجي وتستدرك الامر وتذهب بي الى عيادة الاسنان وبالفعل ذهبت ولكن بدل ان تعرضني للطبيب تصدمني بمعالجة اسنانك الأمامية.
اما انا وطبقتي الكادحة المسحوقة فلم تلتفت الينا وتركتنا كالبيوت المهجورة لا يسمع فيها الا نعيق السوس ولكن هذا انتم تهتمون بالمظهر على حساب الجوهر .
احاول ان اهدئه : عفواً ياضرسي العزيز لم اقصد اغضابك..
المشكلة ما هي قضية فلسطين
المشكلة لبنان راحت وراها
وبعدها
بغداد
ودمشق
وصنعاء
و..
و..
وهكذا
الى آخر ضرس عربي!
يتوقف الحوار ويسود الصمت الا من ضجيج الأسنان المنتفضة ألماً.
أحيانا الحدث العابر حينما يتزامن مع ظرف معزز يتحول ألتقاهما إلى حدث مدويّ ويفتح أبوابا لشجون الحديث وهو ما حصل في هذه الحكاية فقد قرأت طرفة تقول:
ان احمقاً آلمه ضرسه فذهب الى طبيب الأسنان غاضباً وقال : اخلع كل اسناني الا هذا اتركه وحده زي الكلب !
ضحكت كثيرا حيث صادف ذلك ألماً ضرسياً شرساً يباغتني كل فترة وكلما زاد الألم كلما اتسعت مساحة العذر مني لذلك الأحمق الذي اتخذ من العناد والتحدي وسيلة لمعالجة المشكلة وقد يكون محقاً لو كان الضرس يعقل !
ولو افترضنا-جدلاً- ان الضرس يعقل لكنت اول من نفذ علاج اخينا الذي لن يكون احمقاً في تلك الحالة فشدة ألم الضرس ومباغتته بالهجوم بين المرة والأخرى تجعلك احياناً تفقد أعصابك وتحمله المسؤلية مباشرة.
يضحك الضرس " بعدما افترضنا جدلاً انه يعقل"
ويتحدث قائلاً : ان ذلك الأحمق يذكرني بتحميل القيادة الأسرائيلية تصرفات الشعب المغبون قيادته الفلسطينية ويتهمونها بعد كل عملية بتصعيد العنف ، انهم يتجاهلون الفعل ويستنكرون ردة الفعل والمضحك في الأمر ان بعض ابناء جلدتك العربية يصدقون ذلك وبعضهم يتظاهر بالتصديق ويطالبون الجانب المغلوب على أمره بوقف العنف والمبادرة بأستئناف عملية السلام المتدحرجة وهذا والله شر البليه.
أرد : يالهول ما اسمع ايها الضرس المسوس وما علاقتي بذلك او على الاقل ما وجة الشبه ؟
يرد : العلاقة او وجه الشبه لا فرق هو انك تتجاهل فعلك بي وتتضجر من ردة الفعل الطبيعية وتشكو مني وانت سبب المشكلة وليس العكس كما تريد ان تتصور.
اعاود : لا تلمني فأنت مقلق ومزعج ومؤلم وطارد للنوم فكيف تريدني ان ارتاح ولا اتضجر او اشكو.
يرد :
على رسلك أيها المضروس عد الى بداية المشكلة والى اساسها وأمسك بالحبل من أوله وعالج المشكلة من شرارتها الأولى ولا تترك السوس ينخر عمقي وانت صامت كأن الأمر لا يعنيك.
يواصل كأنه بركان ثائر : ترى لم يعد اي طاقة بك ولا احتمال عليك لقد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى بعدما قلبت موازين المعادلة كما قلبت في فلسطين والعراق وسوريا وغيرها من البلدان العربية الآتي اصبحن مثل اسنانك المسوسة.
اقاطعة : عد الى صلب الموضوع واترك عنك التشبيه الدولي.يتجاهل ويواصل قذف حممه : انا الذي كديت وكدحت منذ ان كنت صغيراً جاهلا تأكل الحلوى وتشرب الكولا وتجمع المتناقضات في الغذاء كل ذلك وانا واخوتي الضروس صابرين على سياستك الغذائية السيئه واهملت نظافتنا فلا التزمت "بالاسلوب الاسلامي" في ادارة شئوننا السواك مثلا ولا بسياسة الدول الغربية واساليبها المتقدمة بالفرشاة والمعجون مع انه لا يمنع الاستفادة من تجارب الاخرين مع الحفاظ على أرثك الثقافي.
يواصل ...ثم بعدما كبرت بسجائرك الحارقة وغفلتك الغارقة الى ان ساءت صحتنا وانهارت قوانا ثم انتظرت ان تهب لعلاجي وتستدرك الامر وتذهب بي الى عيادة الاسنان وبالفعل ذهبت ولكن بدل ان تعرضني للطبيب تصدمني بمعالجة اسنانك الأمامية.
احاول ان اهدئه : عفواً ياضرسي العزيز لم اقصد اغضابك..
يرد علي بلهجة حادة : لا تقاطعني ارجوك فلم يعد للعفو مكان ولا حتى زمان معكم معشر المتآمرون على الطبقة الكادحة لحساب تلميع واجهاتكم الأمامية التي خلقت للابتسامة والضحك على الذقون ويحاول ضرس "العقل" ان يتدخل ويتكلم ولكن تسبق عليه كلاليب الخلع فتقتلعه من جذوره وترمي به .
ويواصل الآخر:
لقد مللنا الصبر ولم يبقى لكم عذر والألم الشديد قادم لا محالة - بعد تلك النكته الحمقاء- ولتعلم انت قبل غيرك ان كل نبضة ألم ما هي الا صرخة احتجاج على اهمالك وعدم اهتمامك وستستمر النبضات المؤلمة طلقات اعيرة نارية تفجر رأسك المكابر حتى تعالجني من جذري او تطلق علي رصاصة الرحمة وتخلعني وتمسحني من خريطتك الجغرافية وتخلصني من عالمك الظالم والاستدفع ثمن إهمالك علاجي وسينتقل وبائي الى ما جاورني ثم الى ما بعده حتى يتحول عقد اسنانك اللؤلؤي الى سلسلة متفحمة ، ويجب ان تعي ايها المضروس ان سلامة البلدان اقصد الأبدان تبدأ من صحة الأسنان ، ويجب ان تعرف ايضاً ان :المشكلة ما هي قضية فلسطين
المشكلة لبنان راحت وراها
وبعدها
بغداد
ودمشق
وصنعاء
و..
و..
وهكذا
الى آخر ضرس عربي!
يتوقف الحوار ويسود الصمت الا من ضجيج الأسنان المنتفضة ألماً.
ويخطر في بالي آخر جلسة علاجية لأسناني الطبيب يحاول ان يوقظني ويخاطبني بلهجته المحلية :
تعليقات
إرسال تعليق