عنوانها جمال خاشقجي
"بيني وبين الصحافة قصص ومواقف لا تنسى نوافذ مفتوحة وأبواب مؤصدة "
اولها مع الشاعر طلال الرشيد صاحب الفواصل الجميلة حينما نشر فريقه الصحفي مقالة لي بذكر أسمي الأول فقط "هزاع" وتبين بعد النشر ان الخطأ حقق إثارة ورغبوا ان استمر به واختلفنا وانصفني يرحمه الله بتنويه باسمي كاملاً بالعدد الذي بعده ثم توقف المسار بعد هذا الأختلاف.
وليس آخرها إيميل من رئيس تحرير صحيفة الوطن جمال خاشقجي رداً منه يرحمه الله على موضوع بيننا لم يكتمل ، بعد إطلاعه على نماذج من مقالاتي قائلا؛
اهلاً بك "ربما تكون صحفي اختفى بين اوراق العمل الحكومي"
وكنت وقتها مديراً في منطقة عسير ومنها أكتشفت ان هناك معايير تنبع من رغبات وأنتماءات تشبه المتعارف عليها في الصحافة الرياضية ان الكاتب لابد ان يكون له ميول للنادي المفضل لخط الصحيفة.
ولم
تمضي أشهر حتى التحقت بصحيفة شمس كاتباً
اسبوعياً وانتقلت عملياً الى منطقة جازان
وقد واجهت بعض التحفظات الاجتهادية على ما اكتب من ادارتي التي تكبح احياناً إثارة
قلمي غير ان الصحيفة غربت وهي في أوج توهجها.
وبقيت كلمة خاشقجي تضغط علي باتجاه المسار الصحفي كلما انطفأت شمعة او اغلق طريق.
تمضي
الأيام ونبض الصحافة يهز فؤادي وانتقالات العمل تربك استقراري حتى طرح عليّ الصديق
مساعد فهد السعدوني فكرة اصدار مجلة تعني بالتراث والآثار حيث ان مكانها شاغر
وتراث الجزيرة العربية زاخر وما زادني حماساً ان الأسماء التي شاركتنا وباركتنا
على مستوى عال من الاحترافية والثقل الأدبي وعلى رأسهم معالي الشيخ العلّامة محمد
بن ناصر العبودي وكوكبة من الأكاديميين والمختصين ومن الأسماء اللامعة إعلامياً
اذكر ابراهيم الخالدي صاحب مؤلف المصوّر البدوي و الدكتور الإماراتي عبدالله جاسم
المطيري مدير قصر سعيد بن مكتوم التراثي وخبير المسكوكات النقدية المعروف.
ومن
أجمل الذكريات القيام برحلة بحرية الى جزيرة فرسان برفقة الصديق محمد يتيم مدخلي والالتقاء
بعلاّمتها الشاعر ابراهيم مفتاح والاطلاع على آثار الرفاعي المشهورة. ورحلة أخرى
الى نجران في ضيافة الصديق فيصل بن يحيى أبوساق حيث اطلعنا على قصر جده جابر
الطيني ذو السبع طوابق الذي يعتبر معلم تاريخي بارز يحكي جزء من تاريخ المنطقة
الحديث.
وفرّنا
كل المتطلبات وأنهينا كل الاجراءات وبدئنا بكل ثقة بإصدار العدد الأول من مجلتنا
المسبار وتفاعل المهتمون معنا وزاد عدد الاسماء من الباحثين ومحبي التراث من جنوب
المملكة وشمالها وكل مناطقها حتى تحولت مطبوعتنا الى متحف مقروء وجهزنا العدد
الثاني والثالث وانظارنا على فتحاً مادياً من هنا وهناك يساعدنا على الاستدامة
وبحث معنا اصدقائنا رواد العلاقات العامة على مؤسسات ثقافية تحتضن المشروع ولكن لم
نجد ما يتوافق مع ادنى طموحاتنا الا فرصة خارج الوطن لا تتناسب مع هويتنا السعودية.
توقفت
المسبار ولكن لم يتوقف تدفق الحبر من القلم حتى جاء النشر الرقمي بتطبيقاته
المتنوعة الذي فتح الباب على مصراعيه وسهل عملية النشر والتواصل ووضع الكاتب في
مواجهة مباشرة مع القارئ وأوجد بينهما علاقة تفاعلية تكاد تسابق الأنفاس وهكذا توالت التطبيقات وانا لازلت أمارس الهواية التي عشقتها ولم احترفها وانما امرّ على مراحلها سريعاً دون ان استقر مبرراً ببيت من قصيدة لبدر بن عبدالمحسن :ألتفت لي وهو عجل وقال: لذّة الحب في الشيء القليل .

visit us
ردحذف