انه نذير وليس البشير
في العالم العربي الاسلامي كثير من الذين يتكلمون عن الديمقراطية بمثالية سرعان ما تنكشف حقيقتهم اذا تعارضت مع مصالحهم .
حالات كثيرة اتابعها وارصدها في انتخابات رئاسية عربية او اسلامية وبرلمانية خليجية وبلدية محلية تؤكد لي ذلك .
فالكل يطالب بها طالما انها تجري في مسار مصالحه فأذا انعرجت يميناً او يساراً بطبيعة الاحداث ظهر مدعي الديمقراطية على وجهه الحقيقي المضاد ! وكفر بنتائجها.
في تركيا مثلاً وصل حزب العدالة والتنمية للحكم من خلال الديمقراطية وحينما تولى زمام الأمور قام بممارسات غير ديمقراطية مع خصومة وكتم الحريات واغلق وسائل الاعلام المعارضة وزج بالآف بالسجن بحجة حماية الديمقراطية وفرق بين المواطنين بناء على انتمائاتهم الفكرية وتعامل معهم على مبدأ ان لم تكن معي فأنت ضدي .
في كثير من الدول الذي حدث بها محاولة انقلاب فاشلة يحاكم المنفذين الذين عددهم عادة لا يتجاوز المئات الا في تركيا بلغ العدد بمئات الآلآف من معلمين وإعلاميين وقضاة ودكاترة واصبح الانقلاب ذريعة يعلق بها كل من يخالف التيار المسيطر.
احداث السودان الاخيرة تكشف الصورة بشكل اوضح ولا تدع مجالاً للشك لتفسير آخر في ان السلطة ثمنها الدم عند الذين يطالبونها بالصناديق والاقتراع.
ايضاً قطر التي ترفع شعارات الحرية وتدعي مناصرة الشعوب المظلومة هاهي اليوم تقف مع بشير الاخوان في السودان في سحق ثورة الجياع .
الذي اريد قوله ان حزب الأخوان ليس نموذجاً مثالياً للديمقراطية وهو مثل غيره من التيارات السياسية التي تتلاعب بمشاعر الجماهير في تحقيق مكاسبها السلطوية
والذي يراهم مثالاً هو كالمستجير من الرمضاء بالنار وما بشيرهم في السودان الا نذير من منهجهم .
وللاسف البيئة السياسية العربية شطرتها نمذجة منظمتي فتح وحماس وتشظت في اغلب الدول العربية وهذا ما صنعه اعداء الأمة الاسلامية وارادوه للتفريق والتشرذم والشتات وهو بحد ذاته حرب ضروس واستنزاف مزمن لاخراجنا عن المسار القويم واشغالنا بالصراعات البينية.
ولكن بين هؤلاء واولئك اغلبية يعتقد انها صامتة او متفرجة على هذا الصراع السياسي فهي ضد القمع والتشنيع من الأخوان او ضدهم ، وترغب ان يعم الوئام والسلام العالم العربي الاسلامي وان تكون خلافاته في إطار الروح الاسلامية السمحة والأخلاق العربية الأصيلة حفاظاً على بناء البيت الواحد ووحدوية المجتمع المسلم المترابط المتراص الذي يتساوى به الأفراد كأسنان المشط وان يستحضر الجميع سيرة الرسول علية السلام في ادارة دولته النموذجية التي تأخذ في مبدأ الشورى وترأف بالأنسان وتحترم حقوقه وتوفر احتياجاته وتحافظ على كرامته وحريته وتسعى الى عمارة الارض وتنمية المجتمع وتضع دم الفرد اولوية مقدسة اعظم من هدم الكعبة.
فهل بعد ذالك عذراً لمن اهدر .
تعليقات
إرسال تعليق