التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف شعر

حجاب ، ثنائية الشعر والأداء

بدأ المبدع  حجاب حياته شاعراً يحاول ان يوصل رسالته الشعرية من خلال صوته فنجح في توليف اسلوباً فنياً امتزج في الأ داء مع الكلمة واللحن وان كان الصوت هو الأبرزولم يعرف عنه انه تغنى بشعر غيره وانما كان يكتب قصصه شعراً ثم ينشدها على طواريقه. لقد تجاوز حجاب بابداعه الموانع الأجتماعية في المجتمع القبلي آنذاك  ووجد لنفسه مبرراً مقبولاً وهو تقديم شعره   لأن يغني وينشد   فأشرقت موهبته رغم الظروف، والشاعر في الثقافة العربية يجوز له ما لا يجوز لغيره وفي نظري ان الابداع والموهبة الاصيلة   ستمضي في طريقها مهما واجهت من العقبات حتى تحقق غاياتها ، انها مثل الماء الذي يسيل في الارض وقد يجرفها لكي يرسم مجراه .  وهكذا استطاع ان يقدم ادبه ويستعرض تجربته خلال اكثر من ربع قرن من الزمان ويثري الذاكرة السمعية بمقطوعاته ويؤسس مدرسته الخاصة .  بقى حجاب مخلصاً لموهبته اكثر في بداياته حتى اشبع رغبته الفنية وحقق طموحاته الشعرية ثم حاول ان يشوح عنها قليلا وينشغل بغيرها فأحترف التجارة وحقق نجاحات اكبر مما حققه ف

فوق هام الشعر

أمة بلا شعر ، أمة بلا روح وشعر بلا بدر ، شعر بلا ضوء  والأمة العظيمة هي الولادة التي تتوازن بها نجوم المدارات المتنوعة فتجد القائد والشاعر والمؤرخ وكذلك الطبيب والمهندس ومثله اللاعب والفنان كلاً في فلكه يتلألا . وقد يطول المقال لو استعرضت النجوم السعودية في سماء الإعلام العربي وربما العالمي.  ولكني سأكتفي من القلادة ما يحيط بالعنق.  واكتب في الأدب  وعن الامير بدر بن عبدالمحسن الشاعر الملكي الذي اصبح بشعره ايقونة لأحلام وطنه.  واصبحت قصائدة وعباراته الشعرية شعارات محفزة للابداع والتألق والتحليق في فضاء "الطموح الذي يعانق عنان السماء" . والشعر بطبيعته الإبداعية تمرد على الواقع ومبادر خيالي نحو اكتشاف سماءات جديدة.  هو في ثقافتنا العربية مثل قصص الخيال العلمي التي تسبق الانجازات وتحفزها للألحاق بها والقدوم اليها.  الأنشودة الوطنية  "فوق هام السحب" التي كتبها البدر قبل حوالي ثلاثة عقود وتحولت الى اهزوجة مبهجة في القلوب الخضراء  تترنم بها مع كل إنجاز وطني لا زالت كلماتها الذهبية منذ ذلك الحين الى اليوم وحتى غدِ تشكل رأس حربة  للاستباقات الوطنية

مارد الإبداع

في غفوة روحية  اطل على مشارف أعماقه وسبر أغوارها البعيدة . وأغراه الفضول على استجلاء غموضها ، فأوغل في النزول وهو يتوجس خيفة مما قد يحتوية قاعها  . ثم استمر في الولوج حذراً حتى قارب على بلوغ قاعها المجوف ، وقبل أن تلامس قدميه ارضيتها القي بنظرة على موضع نزوله فرأى ما طمئنه على صلابة الأرضية . فحط عليها فإذا هي أرض حريرية الملمس . . ثم تساوى قائماً وأرخى أعصابه حتى هدئ زفيره وشهيقه ، وأخذ يتلفت يميناً وشمالاً ليتأكد من خلو المكان من غيره ثم خطى أولى خطواته باتجاهات عشوائية كأنه طفل يتعلم المشي ويحاول ان يكتشف خبايا المكان بسرعة ويعود من حيث أتي ، وبينما هو كذلك إذ لاح له من بعد ضوئاً يتلألأ من ألوان عدة . . فمشي باتجاهه واقترب منه بخطوات مرتجفة فإذا هو قمقم جميل المظهر . . خافي الجوهر فالتقطه فرحاً به  واخذ يملئ النظر به ويتلقفه بين يديه مسروراً كأنه وجد ما يكافئ به همته واستمر في تجواله في دهاليز القاع عله يجد أحس منه أو مثله فلم يجد ما يصرف نظره عنه . . ثم استعد للعودة إلى مكان هبوطه . وقبل أن يعرج عائداً الى عالم اليقظة حدثته نفسه بما في هذا القمقم الجميل . . لابد أنه كنز ثمين ! 

سعود بن بندر ، حلم شاعر.

شاعر الحلم أحب الشاعر الراحل الامير سعود بن بندر وادعو له دائماً بالرحمة والمغفرة لمآثره  وسمو اخلاقه التي تنضح بها قصائده فهو شاعر مرهف عذب باراً بوالديه ومحب لوطنه وقريبا من الناس وهمومهم واهتماماتهم. قال في والدته : ياليتتي بينك وبين المضرة  *               من غزّة الشوكة الى سكرة الموت  وفي وطنه قال: اشتاق لك ياكل مافي بلادي *             شوق الرياض لسيل وادي حنيفة  وهو شاعر شعبي بالمعنى العام وليس بالتصنيف الشعري قرأت قصائده في سن مبكرة ، اعتقد في نهاية المرحلة المتوسطة عام ١٤٠٦ هـ وهو تاريخ  وفاته واطلعت على ديوانه الشعري المسمى بأسمه وتأثرت كثيراً بما خطته والدته عنه الأميرة البندري بنت عبدالعزيز رحمهما الله ومراثيها فيه وصورته الشخصية المرسومه بريشة شقيقته.  كل تلك المشاعر وظروفها ورحيله المبكر شكلت في ذهني صورة اسطوريه عنه . لذلك حفظت قصائده وتشربت معانيها السامية واطلعت من خلالها على تفاصيل شخصيته الأنيقة.  قصائده مطبوعة وعلى طرف اللسان سهلة ممتنعة تحفظها الذاكرة تلقائياً وتنساب الى اعماق الروح وتختلط بمكوناتها كأنها مخلوقة منها . هو

الربابة صوت الصحراء

في خيمته وحده لا أنيس له سوى ربابته وعدد من القصائد التي تزدحم بها ذاكرته ، يستدني القوس منه وهو يردد بيتاً للفيصل: يا ربابه على المسحوب غني                من قصيدي بكى قوس الربابة ويحتضنها بين يديه احتضان العاشق حبيبته بعد طول غياب ويناجيها كما لو انه يناجي تلك التي شحنت فؤاده بعواطفها الدافئه ثم رحلت في الفيافي والقفار دون ان يعرف لها عنوان في الصحاري.  يبدأ العزف على وترها الحساس بقصيدة ل ضيدان المريخي يقول وان طرى في هاجسي قاف ن تفرد    قلت جر الصوت يا راعي الربابة  فيها فيفيض نغمها عذوبة تستولي على ما بقي من عقله المشغول بتلك البعيدة ويتمنى لو انها مكان ربابته التي يحتضنها ويناجيها ويمضي الليل الطويل بسرمديته المعهودة وانفاسه المثقلة بهمومه ونغم الربابة الذي ضاق به فضاء الخيمة ينساب الى خارجة ليعانق آفاق رحبه تتسع شجى هذا النغم الذي نذر نفسه سفيراً لشعور نقي لعشاق البادية.  انه الحنين الذي يصدر من أعماق الوجدان . ان نغم الربابة ينساب بلطف الى هذه الاعماق الموغلة انسياب قطر الندى فتصدر هذا الحنين الذي يقرب البعيد ويستحضره شاخصاً امامه ويبعد شعور الفراق الذي استول