التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

حكاية في الكتابة والتدوين.

في مطلع عام 2012م توقفت بشكل مفاجئ  الصحيفة الورقية التي اكتب بها "شمس" وكانت صدمة وغروب حلم في بداية إشراقه  فلملمت اوراقي مبللة بدموع القلم الزرقاء وجمعتها في مؤلف سميته "غروب الشمس، وداعا للصحافة الورقية" وكتبت في مقدمته:  ( لا القمر ولا النجوم يعوضاني غياب الشمس، لذا سأنتظر شروق صباح جديد) ورحلت ابحث عن حلم يأويني ويحقق طموحات قلمي في الكتابة والتواصل والتفاعل وماهي الا أشهر حتى وجدت في الفضاء الرقمي منصات نشر تفاعلية مثل فيسبوك وتويتر، وبدأت اكتب وانشر وافتح لقلمي صفحة جديدة، وقد كنت انشر في الزمن الورقي تحت شعار؛ سر ياقلم ثم تحولت مع المرحلة الرقمية إلى شعار آخر يتوائم مع المرحلة وهي غرد ياطير حيث استبدلت القلم بالكيبورد معبرا عن مرحلة تغريد العصفور الذي كان مسجونا في قفص رقيب المؤسسات الرسمية ثم انطلق في فضاء اكثر رحابة ولكنه يتطلب رقابة ذاتية وحرص وأنتباه اكثر لكي تبقى في المسار المعتدل بين المجازفة والمحافظة وأزعم أنني سلكت طريقا يبسا بعيدا عن منزلقات المستنقعات وسرعان مادخلت الجو الرقمي، وألفت منشوري الأكتروني الأول ؛ تغريدات الفجر الجديد الذي يدور حول أ...

المقال الرقمي؛ عابر القارات.

اطلعت ذات مرة على احصائيات تدويناتي فوجدت قراء من هونج كونج وكوريا وسويسرا وفرنسا وكندا وأمريكا وعربيا الأردن واليمن -هذامثال- ورجعت للوراء إلى زمن الصحافة الورقية التي لا تتجاوز حدود الدولة وهمومها  المحلية وقارنت بينها وما يجب ان يكتب في المقال الرقمي العابر للحدود الذي يقرأه متحدثو اللغة الواحدة في أنحاء المعمورة، لذلك يجب أن نأخذ في الاعتبار هذا المتغير الجديد في الطرح وتناول القضايا التي تهم الشريحة العربية وتطعيمها بثقافة الوطن بما يتلائم مع هذا الانتشار الدولي الذي قد يكون أحد أسبابه هجرة الشعوب العربية في العقد الأخير.  للمزيد من قراءة  مقال الجوال  https://maqaljawal.blogspot.com/ -هزاع abnnega@

أمواج الرمال

وللناس فيما يعشقون مذاهب. كثيب الرمل عندي أمتع نظراً وأبهج شعوراً من شاطئ البحر حتى ان البحر يآخذ بعداً جمالياً حينما يكون شاطئه رملي . وما يزيد النفود جمالاً وسحرا هو القمر فمن لم يشاهد تموجات الرمال تحت ضوء القمر   فأنه لم يرى أجمل منظر تزهو به الطبيعة. عشت صغيراً في كنف الرمال تصحو عيني كل يوم على مشاهدة الكثبان الرملية وحينما تطؤها اقدامنا الصغيرة نشعر بنعومتها ونقاوتها فنرتمي في احضانها وننسى انفسنا ونحن نتدحرج او ندفن اجزاء من اجسادنا في اعماقها او نتساقط من علوّها بسرعة الريح او نبني منها بيوتا وحصوناً بعد المطر . كبرنا وكبر حبها معنا انا وأقراني ، نكتشف انفسنا من خلال آثار مشي اقدامنا فنضحك من خطى احدنا ونندهش من خطوات اخرى لها ملامح وتعابير . ولا زلنا نكبر   واصبحت الرمال سبورة أحلامنا نخطط مستقبلنا ونعبر عن دواخلنا برسومات رومانسية   تكاد تنطق بما تكنه افئدتنا او اننا نحاول ان نستودع الرمال اسرارنا وأمنياتنا. وفي المساءات المقمرة نتسامر على سفوحها ونغفو بين فترة واخرى ونحن نتأمل النجوم منقوشة على قبة السماء الكرتوازية وقد يأخذنا السمر الى انبلاج ا...

حرب المخدرات

الحروب أنواع ولها أدوات وقد برزت مؤخرا حرب المخدرات التي أنتهجتها الدول المعادية ضد السعودية لأستهداف شبابها واقتصادها وقد أتخذت الجهات المختصة قرارات حازمة في عدم استغلال الأستيراد فمنعت واحبطت وفي خضم المعركة تبرز أهمية وعي الشباب ومشاركته في الدفاع عن وطنه في مكافحة الآفة بالحذر منها والبعد عنها وقد راهن وزير الداخلية في تغريدة على وعي المجتمع وأسهامه في التصدي لتهديدها وصموده وتكوينه صدا منيعا ضد من يستهدفه.

حواريات توفيق الحكيم

أحب الحواريات وتأثرت بتوفيق الحكيم في هذا المجال وفي كتابي سر ياقلم عدد من النصوص التي تعتمد على هذا الأسلوب حيث أختار الشخصية واحاورها ومن أطرف الشخصيات "ضرس" آلمني فلمته ولكنه افحمني بحجته واتهمني بأني أهتم بأسناني الأمامية التي خلقت الابتسامة وأهمل الطبقة الكادحة بقية الضروس وتلك معادلة اجتماعية ظالمة. المشاكس الآخر المثل الشعبي الذي دخلت معه في حوار طويل أزعم أنني أقنعته بأنه يجب أن يجري تحديث على برمجياته وأن لا يتوقف عند مجده العتيد. أما الحوارية الأكثر شخصيات فهي: حبيبتي كثيرة الكركرة "الأرجيلة" التي استخدمتها كحيلة للتخلص من رفيقة دربها "السيجارة" ونجحت بعد أن قال "الصدر" كلمة الفصل بلغته السعالية: كح كح، لا تولع وإلا سأضرب عن التنفس بينما "القلب" يتقلب و"العقل" يثبته وفعلاً خشيت من تهديده وتركت التدخين. #مقال_قصير

من يرث تركة الصحافة؟

الكاريكاتير الحاضر الغائب. يأتي إعلان خبر عرض مبنى مؤسسة صحفية عريقة بالرياض للإيجار والاستثمار نداء أخير ومدوّي بأنتهاء مرحلة صحافية سادت ثم بادت حيث انتقالنا الى مرحلة جديدة لا تزال في طور التشكل والتموضع فمع شروق شمس كل يوم تولد فكرة خلاقة وتطلق مبادرة ذكية تشارك في بناء الصرح الصحفي الجديد الذي يخضع للتحديث ولم يكتمل بناءه بعد. وفي سياق قراءتي للخبر أثار انتباهي قيام حساب صحفي على تويتر في إعادة نشر كاريكاتير لرسام مبدع في صحيفة ورقية وحاولت أن أعقد مقارنة بين أنتشار الكاريكاتير في وسيلة نشره الأصل الصحيفة الورقية وبين الوسيلة الرقمية التي أعادت نشره وتخيلت إنني كمن يقارن بين السفر بالسيارة والطائرة ! ووجدت انه فرق شاسع خدم المحتوى المنشور "الكاريكاتير" وتساءلت كم من المواد الصحافية  المتوهجة مدفونة تحت غبار الورق وتحتاج الى رياح تغيير وسائل النشر لتعود الى متلقيها بأجنحة أعلى تحليق. لقد افتقدنا الرسم الكاريكاتيري الذي كان يتصدر يوميا مكانه  في الصفحة الأخيرة من كل صحيفة ورقية حيث كان في كثير من الأحيان يرجح كفة الصحيفة في ميزان العمل الصحفي ويفرقها عن الصحف الأخرى وكم من...

الكتاب الرقمي أسرع انتشارا

 والورقي أقرب للقارئ عاصرت تحولات النشر من الورقي الى الرقمي سواء الكتب او الصحف ووجدت إن هذه التحولات لا يناقض بعضها البعض بل هي امتداد مختلف وبعدا آخر لإيصال المحتوى وكلما تعددت الوسائل زاد من تحليق المحتوى في آفاق جديدة على أجنحة متنوعة ما يزيده قوة وحضور أوسع وأميل الى التصالح بينهما ولا ارى صحة مقارنتهما من أجل الحسم فالمسألة نسبة وتناسب فمثلا السفر بالسيارة يختلف كثيراً عن السفر بالطائرة التي تمخر الآفاق متجاوزة البحار والجبال قاطعة المسافات البعيدة في دقائق محدودة ولكن أيضا للسيارات طرقها الخاصة التي لا يمكن ان تسير بها بالطائرة وكذلك القراءة لكل لحظة وحاجة وسيلة تناسبها وتتوائم معها. وجدت في النشر الرقمي سرعة في الوصول وتجاوز الحدود ورخص في التكلفة ونسخه لا تنفذ وان كان يناسب اكثر الكتب المتوسطة والرشيقة وقد جمعت ما رأيته أفضل ما كتبت وألحقته في كتابي سر ياقلم ثم حولته الى نسخة رقمية ونشرته على أجهزة وتطبيقات التصفح الالكتروني مثل كندل أمازون ، وكوبو ، وقارئ جرير ولم أكن أعلم وانا أطبع أول كتبي الورقية اللغة الثالثة عام ٢٠٠٠م وأطمح ان أوزعها في السوق السعودي والخليجي ع...

"عمي" الجاحظ

لكل علاقة حب حدث لا ينسى : كان عم والدي يرحمه الله رجل مسن لا يقرأ ولا يكتب وكنت في صغري ألازمه وأوصله للمسجد خاصة المغرب والعشاء وعودني والدي يرحمه الله وهو إمام المسجد ان اقرأ له العصر واحياناً العشاء بين الآذان والإقامة ما تيسر من كتاب رياض الصالحين وكنت محبا للقراءة وأهوى كتابة انواع الخطوط نسخاً ورقعة وكوفي ولم يكن عمي يعرف تفاصيل ذلك ولكنه كأنه يستشف مستقبلي فحينما تحدث احدهم عني قائلا غداً هزاع سيصبح عسكرياً رد عليه عمي بصوت مرتفع : لا ، هزاع بيصير كيتب ويكررها وكان لها وقع في نفسي آنذاك وهو يقصد كاتب إداري لانه يسمي الموظفين كتّاب وهي تسمية لها عمق ثقافي وتاريخي حيث كان يطلقها #الجاحظ على كتّاب الدولة العباسية ومن ذلك الحين وانا أميل أكثر وأكثر للكتابة وكبرت وكبر الحب معي حتى حققت حدسه عملا وكتابة . #مقال_قصير

سر ياقلم

قلمي ، من أحب مقتنياتي إليّ واقربها مني وأصدقها معي. يرافقني اينما رحلت ويحل حيثما حللت ويسكن في ملحق خارجي لثوبي ، ملاصق لقلبي: في جيبي !  انظر اليه كأنه مقياس لنبضات قلبي يضطرب لإضطرابها ويسكن حينما تسكن ، ابوح له بأسراري فيحفظها في اوراقه ، وأبث له همومي فيشاطرني حملها وأوقظه في غسق الليل فيستيقظ ملبي سهري وطاردٍ ارقي، انه ليس مجرد قلم ؛ انه حصان حالم يكاد ان تكون له اجنحة يطير بها في فضاء الخيال ويخطف عرائس الأفكار ويحلق بها بعيدا في الآفاق ويلبسها من بياض السحاب فساتين فرح ويعيش معها اجمل لحظات حبره ومن تفاعلهما تتحول الأفكار الصامته الى كائنات حيّة تسمع وتعقل وتحاور .

موعد العاشرة صباحا

من منا لا يملك موعد مهم في حياته ارتبط في مناسبة سعيدة او حدث مهم غير مساره ونقله الى حال أفضل او التقى بشخص اضاف للعمر لون زاهي تتعدد المناسبات ويبقى الموعد محفوراً في ساعة الزمن . لم أختر موعد الساعة عشر عبثا فهو مقبض اليوم وضحى النهار وهو الحيز الزماني الفسيح لمتابعة الأنجاز وهو الروقان الهادئ بعد اجراءات إعادة التشغيل اليومي من صحوة وافطار وذهاب للعمل يأتي موعد العاشرة مناسبا للقهوة والمراجعة وقراءة احداث اليوم والبداية التنفيذية لأنجاز عمل ما خاصة الأعمال التقنية التي تنجزها وانت مسترخ في مكتبك او على جهازك في منزلك او في كتابة الخواطر والتفكير في عمق وتروي والتخطيط وتحليل المشاكل ووضع الحلول.  أصافح في العاشر وجه النهار وأحضن صلاة الضحى .

السيف أصدق أنباء من الكتب

 الأمس ليس مثل اليوم والغد يسير بخطى تتناسب مع معطياته وما نراه من حراك شبابي في الإعلام الرقمي يتطلب جهد موازي من المنظمات الأقليمية بأن تتخذ موقف حازم يتجاوز التعاطي التقليدي مع قضايا المسلمين وتتبنى أجراءات مؤثرة تلامس الجرح وتحتوي طاقات الجيل وعواطفهم تجاه دينهم وعروبتهم وتوظفها في المسار الذي يدعم حقوقهم في الإطار القانوني فقضية مثل القدس قضية عادلة وتحضى بإهتمام عالمي ولكن محاموها كما وصف الأمير بندر بن سلطان فاشلون لذلك يجب ان تُرى جهوداً تحدث تقدما على أرض الواقع تروي الظمأ وتشبع جوع الذئب العربي الجريح .

التغيير يبدأ منك

 في سؤال من شاب عربي طرحه في احد منصّات النشر الالكتروني وطلب مني اقتراح فعاليات نضال سلمي غير التجمهر فجاءت أجابتي على هذا النحو : أنجع الفعاليات هي اللجوء الى الله والتضرع والدعاء بأن يصلح الله البلاد والعباد.  وان يبدأ الشخص بأصلاح نفسه ويسعى لأن يكون منتج في وطنه إيجابي في مجتمعه قريب من ربه ، قال تعالى : " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بي أنفسهم" . واجد في هذا السؤال وجوابه مدخلاً للحديث عن طموح الشاب العربي ومحاولاته للخروج من واقعه المتراجع وبحثه عن الحلول بعد ان جرّب شتى الطرق التي شتت العالم العربي وزادت من طينه بلّه حتى اصبح المواطن العربي بين خيارات احلاهما أمرّ من الآخر بين سجن وقتل او تهجير ولجوء وكل هذه الكوارث جاءت تحت عناوين رنانة مثل الربيع العربي والمطالبه بالحريات والحقوق غذيت بالخفاء من أطراف خارجية ثم اتخذت ذريعة للتدخل علناً بشؤن الدول بحجة إنقاذ ما يمكن انقاذه والحقيقة إشعال ما يمكن إشعاله . ولو سألت اليوم المواطن السوري او الليبي او اليمني عن حال بلدانهم ماقبل وبعد لأجابوا ياليتنا بقينا في صيف الأستقرار ولا ربيع التغيير . نعم فالتغيير الأنفعالي...

رقصة الحرب ورسالة السلام

 العرضة السعودية فن من فنون الفلكلور الشعبي المتجذر في أعماق الثقافة السعودية يُبرز بها السيف بطولته مستعرضاً حدّته وسرعته وإحكام قبضته. وهي ممارسة رياضية تعبر عن الأنتصار والإنتشاء وفي نفس الوقت الإعتداد والاستعداد . أصبحت العرضة تقليداً ملكيا تُحيا في الأعياد والمناسبات الوطنية ويؤديها عدد كبير من الرجال في آن واحد يتحدثون بلغتها ويتحاورون مع بعضهم دون ان ينطق أحدهم للآخر بكلمة الا بلغة الجسد  وترديد أناشيدها الحماسية ونظرات العز والإيباء ومبارزات السيوف الصقيلة لبعضها حتى كأنها تشعر وتتفاعل وتتعارك . لها تقدير خاص لدى ملوك السعودية ورمزية ثقافية وتكاد تكون الفعالية النادرة التي ينزل بها الملك الى الميدان مع الجموع ويؤديها  بتلقائية لا متناهية يعبر من خلالها عن عشقه لتاريخ وطنه واعتزازه بثقافته وينهي مراسمها بإلتحافه الراية الخضراء ثم يطبع قُبلة الختام مبللة بالدموع أحيانا. في كتابه "مع عاهل الجزيرة العربية" أبدى الأديب عباس العقاد يرحمه الله اعجابه بالعرضة رقصة الحرب ووصفها بأنها رقصة مهيبة متّزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان والشجاعة وذكر انها من أحب الر...

الإمام الأكبر والله أكبر

 لا أحبذ الألقاب الدينية والديباجات اللفظية التي تسبق نطق الأسم وأشعر انها لا تنسجم مع السجيّة الطبيعة للتواضع التي يجب ان يتحلى بها كل مسلم فما بالك حينما يكون عالماً او فقيها او إمام وقدوة للمسلمين . ألقاب لم ينزل الله بها من سلطان وليس لها أصل شرعي ولم يتوشح بها خير الخلق النبي محمد عليه الصلاة والسلام ولا الخلفاء الراشدين من بعده ثم يأتي من يرث علمهم ويفترض ان يقتدي بهديهم ويغضب او يتجاهل من لا يقدم أسمه بالشيخ او الفضيلة او الدكتور ولا ضير لو كانت مرتبة وظيفية او درجة علمية تضفى عليه في حقل عمله لا ان يطالب بأن تنتقل معه في كل احواله وتسبق طرح اسمه. وهذا مدعاة لأن يغتر بعلمه وعمله ويستحسن الفوقية ويعيشها حتى يألفها ثم تصبح جنّته ونعيمه والخطر انه اخذ مكانته في الدنيا بأسم الدين .  وما يخشى ان يكون ذلك تأثراً او تأسيا بألقاب الكنيسة ودرجاتها من الحبر الأعظم والأسقف والتي سبق ان ضاق بها المجتمع الغربي وثار عليها بسبب تسلط بشريتها التي تكاد تدعي الملائكية ونسفها وكفر بها وتحرر من باطلها. ونحن دين الحق فيجب ان نلتزم بما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه والسلف الصال...

مكة "قبلة"إدارية

  دائماً أرى مكة نموذج يحتذى به  في نهضتها وإدارتها وحضورها في المشهد الوطني كمنطقة إدارية  تحمل لوحات عدة في ريادتها من ذلك منطقتها المركزية واستخدامها التطبيقات التقنية في أداء المشاعر وكذلك قطاراتها وموانئها وعكاظها فخطاها نحو التقدم لا تتوقف . كل يوم تشرق بفعالية تحفز الإبداع وتنبض بالعطاء تكافئ وتحاسب وتمنح جائزة وتحرك الراكد و من حسن التوفيق انها حظيت بسيد الشعر والإدارة الأمير خالدالفيصل محرك الإبداع ومشعل النور حتى أضاء طرقاتها ورسم اتجاهاتها وتولى عنايتها. عُجبت  في إختياره مدير معهد الإدارة العامة السابق د مشبب القحطاني وتكليفه وكيلاً للإمارة ومكة تستحق كل هذا الأهتمام فمدرستها الإدارية ولاّدة للكفاءات وعاشقة للتحدّيات. أوضح توصيف  لها انها تشبه ساعتها في دقتها وجمالها وشموخها .

في المجتمع الوظيفي

 ١-  عملت مدير لأكثر من ١٠ سنوات واكثر ما رسخ في ذهني الآتي: -لا تتأثر بما تسمعه عن الموظف بل على ما تواجهه منه . -التقدير والتحفيز والمكافأة تجعل الموظف يقدم افضل ما عنده وتحول الموظف متدني الانتاج الى شعلة نشاط . -تغافل عن بعض السلبيات التي لا تؤثر كثيرا . ٢- أدنى درجات الإحترافية هي الاتقان وقد جاء في الحديث النبوي ان الله يحب اذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه ثم الأعلى درجة: الأبتكار وهو تطوير آليات وأساليب تسهل وتحكم الإجراء ثم الأعلى : الأختراع وهو انشاء جزء علمي جديد كبذرة تصبح مع الممارسات نبتة ثم ماتلبث مع التراكم المعرفي حتى تكون وحدات متفرعة يجيد الآخرين القيام بها وهكذا تدور العملية . ٣- ‏اذا كان التدرج في "المنظمة" الى الأعلى هو الأكفا فأنها تبقى قوية ومتماسكة اما اذا سمح بالأستثناءات لتجاوز ذلك تحت أي مبرر فأنها تختل وتفقد حتى معنى اسمها وتصبح غير منظمة ولعل يناسب ذلك مصطلح : "متخبطة". ٤- بقدر ما تعتني المنظمة بموظفيها وتحفزهم بقدر ما ينعكس  ذلك على تعاملهم مع العملاء وتفانيهم في خدمتهم وحرصهم على رضائهم . ‏والعكس صحيح ! ٥-‏ التميز الإداري لا يحتاج الى  امك...

النار فاكهة الشتاء

  لولا   برد   الشتاء   لما   استمتعنا   بالدفئ. ولولاه ايضاً ما كان لشبّة النار مزاج ولجلسة الخيام ذوق وللسهر مساء جميل . فيه يفوح عبق القهوة وتحكى القصص وتروى القصائد على أطراف الجمر وتحلو الأحاديث الدافئة. في الشتاء يعانق السحاب الثرى ويهطل الندى الذي يبلل الجفاف ويروي الأديم وتسيل أنهار الحياة وتزهر ورود الربيع وتصدح عصافير الأفراح بتباشير الأمطار . لياليه الطويلة تحرّض على الوصال وتوقد المشاعر حتى تذيب جليد العواطف وتكسر الجمود . الشتاء يجعلك تقترب من نفسك أكثر ومن ذكرياتك وحتى من أنفاسك الدافئة .

لابس الأحمر

 الزي" عنوان اجتماعي وهوية ثقافية ومفتاح للشخصية تدخل من خلاله وتتعرف على التنوعات البشرية ومع مسيرتي في الحياة تتداخل في ذهني صور متناسخة من أزياء المجتمع السعودي سابقاً ولاحقا ، كنا نرى الطفل بثوبه  والفتاة  بفستانها والمرأة بخمارها وحتى في المدرج الرياضي الشباب بأشمغتهم ثم انتقل الى ما أراه اليوم من أزياء لا أطيق النظر اليها فكيف بنطق أسمائها مسخت هويتنا وشوّهت صورتنا ووضعتنا في مسار التبعية الثقافية . ما أثار المقال هو صورة الدبلوماسية الأمريكية نيكول مانز وهي ترتدي الزي التراثي وتتسآئل : من يعرف هذا الزي ؟ وأجزم ان كثير من هذا الجيل لا يعرف قيمته ولا يهمّه اندثاره ولا يعنيه المحافظة عليه بينما نفضت في تساؤلها الغبار عن ثقافة عميقة تحوى قصص واشعار وأهازيج تصدح ب "ياراعي الثوب الحمر لا تجرّه" وتشعل شجون الحديث عن ثقافة طمرتها العولمة  الا ان جمرها الحي يتوقد من تحت الرماد .

فروة تنقذ حياته

 في ليلة شتاء شديدة البرودة حل الشاعر ابوعنقا ضيفاً على الشيخ الجربا في العراق وكان الوقت متأخر فدخل البيت وحاول ان ينام ولكن شدة البرد أقضت مضجعه واخذ يرتجف حتى اصطكت اسنانه وشعر الجربا ان هناك صوتاً في "الرفة" مجلس الرجال من بيت الشعر ولما أطلع وجد الرجل في حالة بائسه ولحفه بفروته الموصلية ونام الشاعر ويقال انه حايف وله مطمع في الأبل ولكن حاجته للدفء كانت اكثر ولما اصبح عبر عما جرى له ومنها هذه الأبيات: لولا ابومدبغ كان حلّت وفاتي * في ليلة ما ينلقي به حوافير هديته ماهي من البيناتي * فرّوة وكنّه عازل لي مغاتير والقصة تروى على اكثر من وجة وقيل انه اعطاه الأبل .

عام رئاسة العشرين

 عام العشرين عام المتغيرات المؤثرة التي قد تعيد تشكيل وجه العالم حيث تواجه البشرية اصعب اختبار ليس فقط لقدراتها وعمقها بل حتى لأخلاقها وقيمها وقد تصدّت المملكة لهذا الداء بإيمانها وعزمها واصبحت من افضل 10 دول في الثبات والرخاء . تأتي قمة ال 20G التي تقودها بلادي وكأنها تعيد العالم الى مهد الحضارة والبيت العتيق ومسجد النبي خاتم المرسلين وتشير لهم بالبنان . تستضيف السعودية الحدث في هذا المنعطف التاريخي نحو مستقبل جديد بثورة رقمية وتعقد القمّة بأكبر عدد من فرق العمل لتحتوي التداعيات وسبل معالجتها والأرهاصات وكيفية اغتنام فرصها .