التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الأحلام لا تشيب

الأحلام . . لا تشيب ‎الأحلام ألوان الحياة . . وزخرفها . . والحياة مجموعة رسومات تخطها الأقدار باسم الظروف أو الإمكانات أو أي شيئاً آخر قد لا تتحكم به إن لم يساعدك أحد على توفيره في حياتك . . أنها مؤثرات فعالة تحدد اتجاهاتك الحالمة .  غير أن ما يمكن أن تتحكم به بشكل أسهل هو اختيار ألوان تلك الرسوم  وزخرفتها . فقد تجد رسماً جميلاً ولكن ألوانه غير متناسقة أو حتى باهتة وقد تجد آخر أقل جمالاً ولكن صاحبه أبدع في اختيار ألوانه حتى غدى صورة تسرق النظر وتلفت الانتباه فالحياة بدون حلم هي رسم بلا لون والمتفائلون في الحياة هم الذين يستطيعون تلوين أحلامهم وتحويلها إلى لوحات فنية وكلما اكتملت لوحة وضعها في برواز الذكرى وعلقها على أحد جدران ممرات حياته أما التي لا تكتمل أو لا تتحقق لسبب ما فلابد أن تدفن في مقبرة الأعماق محاولاً نسيانها ولكن الذكرى قد تستخرج الحلم في لحظة استرجاع فبعضها حينما تتذكره تتحسر على موته كما لو أنه صديق عزيز رحل عنك وترك رحيله فراغ مؤلم في حياتك والبعض الآخريمر أمامك مرور الكرام . وأجمل الأحلام ما لم يتحقق إلا بعد جهد متواصل  وزمن طويل وإمكانيات قوية  وتضحيات غالية ي

الشرق الأوسط الكبير

حينما تولع بفكرة خيالية وتؤمن بها فإن تحقيقها تراه ممكناً ، فما بالكم عندما تكون الفكرة واقعية ! عن " الأتحاد العربي الأسلامي" اكتب وانادي وسأبقى كذلك مع ايماني ان هناك الملايين وليس الالآف يؤمنون بإهميتها وحاجتها الملحة في هذا الوقت الذي تضغطنا التحالفات والاتحادات من كل جانب حتى لم يبقى الا نحن متفرقين وكل فرقة مع أمة من الأمم  . فهناك اتحاد الولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي والتينين الصيني والدب الروسي . أمم تختلف في دياناتها ولغاتها وثقافاتها  وحدتها المصالح المشتركة ، ونحن كمسلمين عرب نتحدث بلسان واحد ونعتنق دين واحد ونعيش هماً واحد ونحن نرى الأمم الاخرى تتبادل الأدوار في استنزافنا واضطهادنا ولم نستطع ان نوحد صفوفنا ونجمع كلمتنا ونلم شتاتنا ونداوي جراحاتنا ونسكت صراخاتنا ، وديننا الاسلامي القويم يحثنا في شعائره ومناسكه ان نكون جماعة واحدة في صلاتنا اليومية  وجمعتنا الأسبوعية  وحجنا السنوي وان نكون سواسيه كأسنان المشط وان نكون ايضاً كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.  وفي الواقع هناك رؤى  واطروحات وأرهاصات تخدم المسار

الناطق الشعبي .

حوار مع الامثال الشعبية .  المثل الشعبي اصغر ابناء الثقافة العامية والأكثر حضوراً والأقرب نطقاً على ألسنتنا من بقية افراد أسرته العريقة مثل الشعر او القصة او الحكاية فما ان يحاصرك موقف او تريد ان تحاصر موضوعاً او تحتج على أمر او تؤيده إلا وتستنجد به فيلبي نجدتك ويقفز من ذاكرتك على لسانك ناطقاً بكلام مفوّه يختصر عليك حسم القضية التي تشغلك.  وهكذا توارثنا شدّة أثره ورفعة قدرة حتى اصبح عند كثير من الناس من الكلام المسلم به الذي لا يقبل النقاش ولا يجب ان يختلف عليه اثنين وقد دفعني حبي له واعجابي به الى استنطاقه ومحاورته وقد كان لي ما أردت.  فقد كنت اتصفح ذات إطلاع مجلد تراثي يحوى في أعماق اوراقه الصفراء عالم الأمثال الشعبية ففتحته وتجولت به وشممت في داخله رائحة البيوت الطينية ورأيت بيوت الشعر منصوبة على ضفاف رياض الربيع واستمعت إلى أهازيج البحر وحكايات البحارة حيث أن لكل بيئة اجتماعية أمثالها الخاصة . إنه عالم مثير وممتع في آن أرجعني إلى الماضي البعيد بكافة تفاصيله غير أني لاحظت في هذا العالم أمثال بعضها يتعارض مع تعاليم الدين وبعضها تخلف عن الركب فتجاوزه الزمن وثالث كأنه ينطق بلغ

أزمة المؤتمرات

أزمة المؤتمرات  مؤتمر سوتشي يبحث الأزمة السورية ومؤتمر باليرمو  في ايطاليا يبحث الأزمة الليبية ومؤتمر في جنيف ورابع في الأستانا وخامس في الواق واق وهكذا..  مؤتمرات تعقد لكل ازمة عربية اسلامية وتتجاذبها اطراف عالمية وتدعي طرح الحلول والحقيقة ان الحلول هي مصالح تلك الدول الأجنبية على حساب دماء الشعوب وثروات الأوطان . كان حرياً بكل مؤسسة دولية تحمل هم التعاون او التضامن الأسلامي او المنابر الدينية  المؤثرة  ان يكون لها دور في ردم الهوة بين الفرقاء عملاً بدستور المسلمين القرآن الكريم الذي قال في محكم تنزيله "      وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  ( 9 ) يجب ان نبادر ونتحرك في حل مشاكلنا ونتنازل لبعضنا ونشرك العلماء والمفكرين في تذويب الخلافات  ولا نضع ثقتنا في نظام عالمي لا يعترف الا بمنطق القوة والسيا

القبيلة في المجتمع المدني.

م منذ اكثر من عشر سنوات والنفس القبلي يرتفع في المجتمعات  الخليجية حتى اصبحت القبائل اشبه ما تكون بالأندية الرياضية واصبحت العوائل التي لم تكن تظهر انتماءها القبلي تمدناً تتفاخر في هذا الوقت بأنتمائها للقبيلة . عوامل كثيرة ادت الى ثورة القبيلة في المجتمع الذي يفترض ان يكون مدنياً في ظل انظمة الدول الحديثة في الخليج القائمه منذ حوالي قرن من الزمن . ومن اكثر هذه العوامل تأثيرا هي مسابقات الشعر وتصويت الفزعة ومنافسات مزاين الأبل في ظل سهولة وسرعة وسائل التواصل الاجتماعي التي تشعل الحمية القبلية بسرعة اشتعال  النار في الهشيم . فمشروع المجتمع المدني في الخليج هو محض خيال  او مثالية زائفة فالمجتمع  على مدى العقود الماضية الهادئة لم يعمل بشكل جاد في بناء مؤسساته المدنية  التي تعزز مقومات المواطنة  وتكافؤ الفرص بل وجدنا اختلافاً في توثيق انتمائاتهم في السجلات الرسمية بين ما هو قبلي وما هو عائلي ولا زال هذا التصنيف باقياً الى اليوم في اغلب الدول الخليجية حتى انك لتجد مواطناً من قبيلة يطابق اسمه مواطناً آخر من نفس القبيلة في دولة اخرى . وبناء على هذا التصنيف في التوثيق ترتب عليه

هل توحدنا الظروف؟

مجلس التعاون منطلقنا. أثار اهتمامي كيس معرض تجاري موضح عليه فروعه في الرياض ومسقط  وابوظبي والدوحة والمنامة والكويت وشعرت انها مدن في وطن واحد وليست عواصم لدول عدة. فهذه اللفتة التي قد تبدو عابرة الا انها تطرق هاجس الوحدة الذي يتنامى مع الأحداث المتسارعة وتنبض في فؤاد كل عربي مسلم لأنها هي الأصل والتفرقة هي الاستثناء فكل الأصوات تنادي ، وكل الجهات تؤدي ، وكل الظروف تساعد. نعم ان هذا التقارب الذي تنسجه الاحداث من جانب والإعلام ووسائل التواصل من جوانب اخرى تشير الا ان الشعوب تسير بإتجاه بعضها ولا بد من كيان يحتضنها ويحتويها . ان دول  الخليج العربي التي يجمعها مجلس تعاون واتفاقيات دفاع مشترك وأخرى اقتصادية وأمنية فضلاً على النسيج الأجتماعي والثقافة المشتركة التي تشكلان وحدة متجانسة ومؤهلة لأن تكون نواة لأتحاد يستطيع ان يمد ذراعيه الى محيطه العربي الأسلامي من خليجه الى محيطه ، وقد كان هناك دعوات اعلنها بعض القادة في اكثر من اجتماع لمجلس التعاون تحث على التحول للاتحاد وتقابل بالترحيب والأستحسان ولكن تباطؤ حركة اجراءاتها يوقفها عند حد معين بيد ان سرعان ما تنتعش وتتحرك بناء على ح

السوس سياسة العربية

 إنتفاضة ضرس ! أحيانا الحدث العابر حينما يتزامن مع ظرف معزز يتحول ألتقاهما إلى حدث مدويّ ويفتح أبوابا لشجون الحديث وهو ما حصل في هذه الحكاية فقد قرأت طرفة تقول: ان احمقاً آلمه ضرسه فذهب الى طبيب الأسنان غاضباً وقال : اخلع كل اسناني الا هذا اتركه وحده زي الكلب ! ضحكت كثيرا حيث صادف ذلك ألماً ضرسياً شرساً يباغتني كل فترة  وكلما زاد الألم كلما اتسعت مساحة العذر مني لذلك الأحمق الذي اتخذ من العناد والتحدي وسيلة لمعالجة المشكلة وقد يكون محقاً لو كان الضرس يعقل ! ولو افترضنا-جدلاً- ان الضرس يعقل لكنت اول من نفذ علاج اخينا الذي لن يكون احمقاً في تلك الحالة فشدة ألم الضرس ومباغتته بالهجوم بين المرة والأخرى تجعلك احياناً تفقد أعصابك وتحمله المسؤلية مباشرة. يضحك الضرس " بعدما افترضنا جدلاً انه يعقل" ويتحدث قائلاً : ان ذلك الأحمق يذكرني بتحميل القيادة الأسرائيلية تصرفات الشعب المغبون قيادته الفلسطينية ويتهمونها بعد كل عملية بتصعيد العنف ، انهم يتجاهلون الفعل ويستنكرون ردة الفعل والمضحك في الأمر ان بعض ابناء جلدتك العربية يصدقون ذلك وبعضهم يتظاهر بالتصديق ويطالبون الجانب المغلوب ع