تظهر الصورة النمطية السائدة عند بعض افراد المجتمع السعودي ان العلاقة بين اهل البادية واهل القرى قبل قيام الدولة متوترة وتكاد ان تختزل في مواقف قليلة تكاد ان تغيًب الاكثر الأجمل الذي يوضح الصورة الأكمل ، وهذه الصورة الضيقة غير واقعية الى حد كبير وهي صورة الذين لا ينظرون للجزء الممتلئ من كوب الماء ولكنهم ركزوا على الجزء الفارغ ذلك الجزء الذي يشمل الواقع العنيف الذي يعصف بالعلاقات في تلك الفترة بين حتى افراد القبيلة الواحدة التي يحصل بين افرادها قتل وسلب ونهب ناهيك عن الصراع بين القبائل فيما بينها وكذلك بين القرى والتحالفات التي تتحكم بالمشهد بناء على المصالح والأعتبارات الأخرى من جيرة او ولاءات سياسية ، فليست الحالة العنيفة موجهه من فئة أجتماعية ضد أخرى ولكنه واقع عام مؤلم والحمد لله الذي انقذ الأمة بجهود قائد ورجاله اسسوا بقوة ايمانهم وصلابة إرادتهم مملكة عربية سعودية احتضنت ابنائها كأسنان المشط.
اعود الى الجزء الممتلئ فأذكر ان هنا علاقات اجتماعية وحياة اقتصادية من زراعة وتجارة وتبادل في البضائع بين اهل الرعي واهل الزراعة والصناعة واهل البحر.
اعود الى الجزء الممتلئ فأذكر ان هنا علاقات اجتماعية وحياة اقتصادية من زراعة وتجارة وتبادل في البضائع بين اهل الرعي واهل الزراعة والصناعة واهل البحر.
ولا ادل من ذلك الا انطلاق قوافل التجارة من وسط نجد مثل العقيلات من القصيم ورحيل من الزلفي والحدرات من الوشم الى بلاد الشام والعراق والخليج ومصر وذلك بعد عقد اتفاقيات أمنية مع القبائل والتزام بالحماية مقابل فائدة متفق عليها بين الاطراف تمتد هذه الاتفاقيات الى حماية القرى من الواقع العنيف المحيط بها تحت عرف التآخي والفزعة ، ايضاً ما وجد في بعض المتاحف النجدية من مخطوطات توضح مداينات بين تجار القرى مع ابناء البادية وسدادها ببضائعهم وقت الربيع من سمن وسمين كما يصطلح تسميته آنذاك .
وهذا ينافي تماماً النظرة النمطية السائدة التي لو كانت فعلاً هي الغالب لما كان هناك اتفاقيات ومواثيق يتم الإلتزام بها.
فضلاً على ان هناك مصاهرات اجتماعية واصول قبلية وقصائد شعرية وقصص كثيرة تؤكد ذلك ولكن لأنها غاصت ! في الجزء الممتلئ كدرر في قاع البحر تحتاج من يبرزها وبقى الجزء الفارغ الاجوف الذي يطفو على السطح .
تعليقات
إرسال تعليق